هَيْئَة مَخْصُوصَة فَقتله كَذَلِك وَبَعْضهمْ اقترح خدمَة مَخْصُوصَة فمكنه مِنْهَا تَمْكِين الْمَالِك وَمَا زَالَ نَافِذ الْكَلِمَة بِمَكَّة وَمَا إِلَيْهَا من الْبلدَانِ حِصَّة من الأعوام والأزمان وَالسُّلْطَان ترد عَلَيْهِ أخباره وَلَا تخفي عَلَيْهِ آثاره حَتَّى حَان الإفتضاح وهبطت أوَامِر الْقَضَاء المتاح بوفود سنجق الساطنة الى مَكَّة والفتك بِهِ وَحصل لأسباب تصدر أَخِيه بعد أَيَّام لمملكة مَكَّة فنحا إِلَى قريب من فعله فَنُوديَ للسُّلْطَان بالباشا قَاسم فَلَمَّا مثل بَين يَدَيْهِ ذكر لَهُ أَحْوَال الشريف وَمَا تَوَاتر عَنهُ من الْإِلْحَاد فِي الْحرم المنيف ثمَّ شدّ عَلَيْهِ بندا بِيَدِهِ وَقَالَ لَهُ عزمت عَلَيْك أَن لَا تحل هَذَا البند حَتَّى توثق أَخَاهُ أَحْمد بن عبد الْمطلب فِي الْحَدِيد وتأتيني بِهِ على سَبِيل الْمُبَادرَة بِلَا مزِيد بعد أَن تقر ولَايَة الشريف زيد بن المحسن على ولَايَة بَيت الله الْحَرَام وتوافيني بِهَذَا الطاغية فِي أَسْوَأ حَال وأهون مقَام فَانْطَلق الباشا قَاسم بِمُقْتَضى تِلْكَ المراسم مُتَوَجها على الشريف بنية كَافِيَة وهمة عالية فَلَمَّا وافى حرم الله استوثق مِنْهُ أَطْرَافه وضيق عَلَيْهِ أكنافه حَتَّى تَركه فِي دَائِرَة الْمِيم وانسلخ عَنهُ كل صديق حميم وَمَا زَالَ فِي دولاب حصاره حَتَّى قضى مِنْهُ كل أوطاره فَوَضعه فِي السلسلة واستملى من أهل مَكَّة أَحَادِيث خلاعاته المسلسلة وصادف يَوْمئِذٍ دُخُول الشريف زيد بن المحسن الى مَكَّة عقيب موت وَالِده فنصبه الباشا فِي دست أَبِيه المكلوم وخلع عَلَيْهِ الخلعة الَّتِي وصل بهَا من الرّوم ثمَّ انْفَصل بالشريف أَحْمد تِلْقَاء الْأَبْوَاب وتوهم أَن دُخُوله حَيا سويا مِمَّا سيدخل لَهُ فِي حِسَاب فَلَمَّا ضرب بِهِ قَارِعَة الطَّرِيق تبعه جمَاعَة من أَصْحَابه يُرِيدُونَ إستنقاذه من يَد الباشا فَأَشَارَ بعض الْحَاضِرين بِأَنَّهُ لَا يَنْقَطِع أياس أَصْحَاب الشريف إِلَّا بعد أَن يضْرب رَأسه ويبان وَيدخل فِي خبر كَانَ فَضرب الباشا عُنُقه فِي الْحَال وَرجع إِلَى الْأَبْوَاب وَقد قضى الأراب وَحل البند الْمَعْقُود وانقلب فِي االطالع المسعود هَكَذَا روى لي بعض من اتَّصل بالاشراف هَذِه الْقَضِيَّة وفيهَا زِيَادَة من غير طَريقَة والعهدة عَلَيْهِ
1 / 97