Tuluni Camii Tarihi ve Tanımı
تاريخ ووصف الجامع الطولوني
Türler
وفي الصف الثالث من حبل الطارات بجانبي سدة المبلغ محرابان آخران من الجص اعتبرهما فلوري من القرن الرابع الهجري (العاشر الميلادي) (لوحة رقم 12ب).
والمحراب الخامس من الجص أيضا، وهو في جدار القبلة على يسار المحراب الكبير، اشتهر باسم محراب السيدة نفيسة، وقد زين صدره ودائر عقده بنقش بعض الآيات الشريفة بالكوفي المشجر، أما إطاره فإنه منقوش بقلم النسخ القديم.
وقد ظن كوربت بك أنه من عمل لاجين أو محمد الناصر، ويقول فان برشم برجوعه إلى القرن السابع الهجري (الثالث عشر الميلادي).
المنارة (لوحة رقم 13 حرف أ وب، ولوحة رقم 14 حرف أ وب): هذه المنارة من أغرب ما يستوقف الأبصار في الجامع، وتعد من الألغاز؛ لأنها مبنية على شكل لا نظير له في المنائر بجميع الأقطار الإسلامية، وهي تتكون من ثلاث طبقات، واحدة فوق الأخرى: قاعدة مربعة، فطبقة أسطوانية، تعلوها طبقة مثمنة، ويبلغ ارتفاع قمتها عن أرض الجامع 29 مترا، وليس وجه الغرابة فيها يرجع إلى تربيعها؛ فإن كثيرا من المنائر قواعدها مربعة، بل لقصرها وضخامتها أي لانعدام التناسب فيها بين قطاعها الأفقي وطولها، ووجود مراقيها من الخارج على شكل مدرج حلزوني، وهي قائمة في الرواق الخارجي الغربي على بعد 5,36 متر وراء جدار المسجد الخارجي، وتسعة أمتار شمالا من محوره، وهذا الوضع لا يجعل بينها وبين مجموع بناء الجامع علاقة، وفيما بين الجزء البحري من بنائها وبين جدار المسجد عقدان كبيران على شكل حدوة الفرس تبلغ فتحتهما 4,04م، وينتهيان من الجهة البحرية على استقامة الجانب البحري من بناء المنارة بالذات، وهما مبنيان من جهة جدار المسجد بكيفية تدل دلالة ظاهرة على أنهما خارجان عن نظام البناء الأصلي؛ لأنهما عند اتصالهما به يصادفان طاقتين من طاقات المسجد يقطعانهما في وسطيهما ، والعقدان يربطهما ببعضهما سقف مستدير من الحجر مرفوع من طرفيه على أربع كتل مستطيلة من الحجر والبناء، وهي متخذة على هيئة أكتاف مسندة إلى جداري المسجد والمنارة وأصلها من أبنية أخرى.
ومع أن العقدين مبنيان - على ما يظهر - من نفس حجر المنارة بطريقة واحدة إلا أن حجارة العقدين أحكم وضعا من حجارة المنارة، ومع مشابهتهما أيضا من حيث الشكل للعقود المسدودة المتخذة في أجناب قاعدة المنارة، فإنهما مجردان من الحلية التي تحيط بهذه العقود والعقد الذي على مدخل السلم بأسفل المنارة، وزيادة على ذلك تستند رجل العقد القبلي على جانب سلم المنارة مما يدل على أن الاثنين قد بنيا في وقتين مختلفين، وهناك علامات أخرى ظاهرة لمن يتأمل في البناء تدل على أن الجدار الذي يربط العقد الشرقي بالمنارة لم يكن هو وجدار المنارة في الأصل حائطا واحدا.
وقد أدت هذه الملاحظات التي أبداها كوربت بك وتتبعها الأستاذ فان برشم واقتبسناها منهما إلى استنتاج أن العقدين ليسا جزءا من التصميم الأصلي للمنارة وأنهما بنيا في زمن متأخر ليكون بين المنارة وبين المسجد صلة، وقد عني بذلك عناية كبيرة لحفظ التناسق بين العقدين وبين الجزء الأصلي.
ثم قال كوربت بك: ومن ثم تظهر المنارة التي أمامنا بسبب انعدام الاتصال بينها وبين المسجد واختلاف المواد المبنية بها وشكل عقودها - بل بكل جزئية يمكننا ملاحظتها - كأنها تعلن عن نفسها بأنها غريبة عن بناء المسجد، وأنها - وهو الواقع - ليست من عصره.
وبحث كوربت بك في الروايات التاريخية فقرر أنه لم يجد بينها ما يجعله يشك في نسبة هذه المنارة إلى أحمد بن طولون، ثم قال: وما ذكره المقريزي وتداوله بعده وزخرفه كتاب هذا العصر قد بدأه بقوله: «قيل»، وهو لفظ معناه: «روى المؤلفون أو بعضهم»، مما لا يتعين به وقت رواية الخبر، ولكن الناقلون له حرفوه؛ ولذلك أنقله كما رواه المقريزي بحروفه وهو: «قيل عن أحمد بن طولون أنه كان لا يعبث بشيء قط، فاتفق أنه أخذ درجا أبيض بيده وأخرجه ومده واستيقظ لنفسه وعلم أنه قد فطن به، وأخذ عليه لكونه لم تكن تلك عادته فطلب المعمار على الجامع وقال: تبني المنارة التي للتأذين هكذا، فبنيت على تلك الصورة.»
52
وهذا الخبر لا أشك في أنه من الأقاصيص المخترعة، غير أنه يدل على أن المنارة كانت منسوبة لابن طولون، وأن شكلها الخاص لفت نظر الناس إليها، ولو صدقناه وجدناه يحوم حول المنارة بالذات كأن لا علاقة لها بالمسجد؛ لأن مغزى الخبر نفسه واضح في أن شكل المنارة لم يفكر فيه إلا بعد بناء الجامع.
Bilinmeyen sayfa