Kıpti Milletinin Tarihi
الهدية التوفيقية في تاريخ الأمة القبطية
Türler
فهذه هي مآرب الحزب الإكليريكي الخبيثة، ورغائب الحزب التوفيقي الحميدة، لخصتها لحضرات السادة القراء، ولست أخالهم يجهلونها، ولكن عسى أن يكون في الإعادة إفادة، وها قد علم الكل البون الشاسع بين هذه الرغائب وتلك المآرب؛ إذ شتان بين المخلص المحب لخير طائفته، والمغرض الذي لا يهمه إلا قضاء بغيته ومصلحته، فهيهات هيهات أن يبلغ الضالع شأو الظليع أو تحاكي الثرى الثريا.
الفصل العشرون
حالة الأقباط الحالية الراهنة
إن الأقباط المنتشرين في سائر أنحاء المعمورة وأرجاء المسكونة ينقسمون إلى قسمين عظيمين، وهما: الأقباط الأرثذكسيون الأصليون والأقباط الباباويون ويقال لهم أيضا التبع نسبة إلى اتباعهم للكنيسة الغربية وانتمائهم إليها. هذا ولما كان الأقباط الأرثذكسيون هم المقصودون بالذات في هذا الكتاب فقد جعلنا موضوع الكلام قاصرا عليهم فنقول: إن الأقباط الأرثذكسيون ينقسمون أيضا على حدتهم إلى قسمين عظيمين، وهما: الشعب والإكليروس، والمقصود بلفظة إكليروس جماعة الكهنة المترشحين لخدمة الدين ليس إلا. ولقد أنبأ التاريخ بأن هذا الإكليروس كان فيما سلف على جانب عظيم من التنور والتثقف، ولا سيما من كانوا من قاطني الأديرة منهم، حتى لقد قيل إن تلك الأديرة كانت محط رحال الفلسفة وقطب دائرة الحكمة، ولعمري إن ما نراه بين ظهرانينا من مؤلفات هؤلاء الرهبان المفيدة، ومصنفاتهم العديدة، لأدل دليل على صحة ذلك، ولكن أبى العلم إلا أن ينأى عن ديارهم ويهاجر ربوعهم ثانيا، فأصبحوا وأنت لا ترى فيهم إلا أجلافا وأوغادا لا يعرفون للعلم اسما ولا رسما، وبالإجمال فإنه لو علم آباؤنا الرهبان السابقون ما ستئول إليه حالة إخوانهم اللاحقين لتبرءوا منهم سلفا.
أما الشعب فهو في درجة من التقدم والتعلم تضارع غيرها من درجات الأمم المتقدمين المتمدنين، وقد ابتدأ تاريخ نهضتهم العلمية مع إخوانهم المسلمين في عهد ساكن الجنان المغفور له محمد علي باشا جد العائلة الخديوية الفخيمة؛ حتى لقد حاز الكثير منهم الشهادات العليا، الناطقة بتمام تقدمهم وسمو مداركهم؛ ولذا انتدبتهم الحكومة السنية في أعظم المناصب العالية والمراكز الخطيرة، فمنهم رب السياسة والكياسة ورجل الحزم والعزم سعادة بطرس باشا غالي ناظر المالية المصرية ، وأحد وزراء مصر الكرام ورجالها العظام، وفيهم من رجال القضاء المتشرعين المتضلعين سعادة أمين بك غالي، وميخائيل بك شاروبيم، وبطرس بك يوسف، وحنا بك نصر الله، وتادرس بك إبراهيم، ويوسف بك سليمان، وعبد المسيح بك سميكه، ورزق الله أفندي سميكه، وعبد الله أفندي سميكه وغيرهم.
وفيهم من جهابذة المؤلفين والمصنفين ورجال الكتابة والخطابة والشبان النجباء الأدباء: حضرة تادرس بك وهبي، وجندي أفندي إبراهيم، وجرجس أفندي ذكي، وقوسه أفندي جرجس، ويسي أفندي إبراهيم، وجندي أفندي عوض، وإسحاق أفندي عطيه، ومرقس أفندي جرجس، وعطية أفندي جرجس، وإسكندر أفندي قزمان، ودانيال أفندي باشا، وبطرس أفندي حنا الأسيوطي وغيرهم.
وفيهم من المحامين البارعين المشهورين: عزتلو خليل بك إبراهيم، وإسكندر أفندي إبراهيم، وأخنوخ أفندي فانوس الأسيوطي، ونخله أفندي خليل المنياوي وغيرهم.
وفيهم من الأطباء الماهرين: حضرة إبراهيم أفندي منصور، وإبراهيم أفندي فهمي، ومراد أفندي أيوب، ونجيب أفندي مفتاح وغيرهم.
وفيهم من الرياضيين البارعين: حضرة فوزي أفندي حنا، وجرجس أفندي فيلثاوس، ويوسف أفندي صبري، وميخائيل أفندي عفت، وميخائيل أفندي وغيرهم.
وفيهم من الوجهاء والأعيان الذين تعقد عليهم الخناصر ويشار إليهم بأطراف البنان مما لم يسعنا ذكرهم هنا، ولم تظهر نفحات الأقباط فقط في هذا الزمن الذي بزغت فيه شموس العدالة والحرية، بل قد ظهرت براعتهم وجدارتهم حتى في زمن الاستبداد كأيام المماليك المتمردين وغيرهم، ولو أتينا على ذكر أسماء هؤلاء الذين اشتهروا وحازوا أعظم المناصب لضاق بنا المجال، وهذا دليل كبير على ما للطائفة القبطية من الاستعداد الطبيعي لإدراك العلى.
Bilinmeyen sayfa