Refah Çağı: Arap Milletinin Tarihi (Beşinci Cilt)
عصر الازدهار: تاريخ الأمة العربية (الجزء الخامس)
Türler
11
وممن ذكرها الدكتور عبد العزيز الدوري في كتابه عن «العصر العباسي الأول»، فإنه بعد أن أورد النصوص التي وردت فيها هذه الأخبار علق عليها بما خلاصته: «يكتنف المصادر اللاتينية غموض واضطراب، فالمصدر الأول وهو «الأخبار الملكية» مقتضب لا يساعد على تعيين الصلات، بينما قصد «أينهارد» تفخيم سيده ورفع اسمه، وفي الكتاب أخطاء كثيرة ولا يعتمد عليه، أما الراهب سانت كال
St. Gall : فهو من كتاب الأساطير، وقد اعتبر الأستاذ «بارتولد» هذه النقطة مع سكوت المصادر العربية حجة كافية لنفي وجود الصلات، ثم يظهر لي أن الباحثين فهموا ظروف شارلمان، ولم يفهموا وضع الرشيد، وهل كان يستوجب فتح صلات من هذا القبيل؟ فقد كان الرشيد هو المنتصر على البيزنطيين قبل فتح العلاقات ... كما أنه لا دليل على أن مسيحيي الشام كانوا خطرا يذكر على سلامة الدولة في عهده، ثم هل كان الرشيد يعرف قوة شارلمان؟ وهل يمكن أن يضع ثقته بذلك الغريب لاسترجاع الأندلس؟ وهل يجوز لخليفة المسلمين أن يتفق مع مسيحي لضرب مسلمي الأندلس؟ وهل من المعقول أن يفكر الرشيد في وقت اضطر فيه إلى أن يتخلى فيه عن سلطته الحقيقية مع إفريقية «تونس» والمغرب؟ ...»
12
ثم يختم الدكتور الدوري مناقشته لهذه القصة ولنتائجها باحتمال وجود نوع من الصلات، ولكنها صلات تجارية لا سياسية، وأن المسئول عنها هم التجار اليهود العالميون الذين كانوا صلة وصل بين الغرب والشرق ... وبخاصة أن من أساليب التجار آنئذ أن يدعوا بأنهم سفراء لتسهيل مصالحهم التجارية.
ونحن نرى ما يراه الدوري، ولكننا نضيف إليه شيئا واحدا وهو أن إهمال المؤرخين القدماء لهذه القصة ربما كان لعدم اكتراثهم بالمسائل التجارية، وبخاصة إذا كانت هذه التجارات مع دول لا شأن كبير لها في نظرهم. (3-3) المسلمون والهند والصين
كانت الصلة التجارية والفكرية موجودة بين المسلمين والشرق الأقصى منذ عهد الدولة العباسية، فقد افتتحت «بلاد الهند» سنة 93 للهجرة في خلافة الوليد، وأخذت الصلات تقوى بينها وبين العالم الإسلامي شيئا فشيئا، كما كان التجار المسلمون يزورون «بلاد الصين»، وقد حفظ إلينا بعض كتاب العرب شيئا عن تلك الصلات، فقال ابن عبد ربه في العقد (1: 260): «بعث ملك الهند إلى هارون الرشيد بسيوف قلعية وكلاب سيورية وثياب من ثياب الهند، فلما أتته الرسل بالهدية أمر الأتراك فصفوا صفين، ولبسوا الحديد حتى لا يرى منهم إلا الحدق، وأذن للرسل فدخلوا عليه فقال لهم: ما جئتم به؟ فقالوا: هذه أشرف كسوة بلدنا، فلم يعجبه من الهدية إلا الكلاب السيورية التي فتكت بالأسد، وقد أمر الرشيد لهؤلاء الرسل بهدايا وتحف كثيرة وأحسن جائزتهم.» وتذكر التواريخ الصينية القديمة أن سفارات عديدة جرت بين البلاط العباسي والبلاط الصيني في القرنين السابع والثامن للميلاد كما يقول المسعودي، ويظهر أن تلك الصلات لم تكن أكثر من صلات تجارية وثقافية تعمد إلى نقل بعض الكتب العلمية أو التجارات الاقتصادية، ويذكر المسعودي (8: 290، المروج طبع أوروبا)، وصاعد الأندلسي (في طبقات الأمم، ص49) أن في حوالي سنة 154ه قدم عالم هندي إلى بغداد ومعه رسالة في الفلك اسمها «السند هند، سد ذانتا»، وأن هذه الرسالة قد ترجمت إلى العربية بأمر المنصور على يد محمد بن إبراهيم الفزاري، كما أن ذلك الرحالة العالم الهندي قد أتحف العالم الإسلامي برسالة في علوم الرياضيات انتشرت بواسطتها «الأعداد» التي يسميها الأوروبيون الأرقام العربية، ويسميها العرب الأرقام الهندية، وفي القرن التاسع للميلاد أيضا أتحف الهنود العالم العربي بنظام الكسور العشرية.
13 (4) البرامكة وقصتهم
ينتسب البرامكة إلى «برمك»، وهو لقب سادن معبد بوذي في «نوبهار» إحدى الصوامع البوذية ببلخ، وكان هذا عالما أديبا متبحرا بعلوم الفرس وثقافات الأمم، اتصل بعبد الملك بن مروان فحسن موقعه عنده واستبقاه بقربه يفيد من خبرته وثقافاته إلى أن مات،
14
Bilinmeyen sayfa