Refah Çağı: Arap Milletinin Tarihi (Beşinci Cilt)
عصر الازدهار: تاريخ الأمة العربية (الجزء الخامس)
Türler
وأما خلاصة أخباره مع الزنادقة فهي أن أباه كان أوصاه بتتبعهم والقضاء عليهم، ولذلك سار سيرة أبيه في الفتك بهم وتحريق كتبهم، وبخاصة المانوية منهم، وقد قتل جماعة من المانوية؛ منهم يرذان بن بازان الكاتب الأديب الذي رووا عنه أنه بينما كان في الحج ورأى الناس يهرولون فقال: ما أشبههم إلا ببقرة تدوس في البيدر، فقال فيه العلاء بن الحداد الأعجمي أبياتا وجهها إلى الهادي وفيها قوله:
أيا أمين الله في خلقه
ووارث الكعبة والمنبر
ماذا ترى في رجل كافر
يشبه الكعبة بالبيدر
ويجعل الناس إذا ما سعوا
حمرا تدوس البر بالدوسر
فلما سمعها المهدي وتأكد من قوله أمر بقتله.
ويروي الطبري في تاريخه أن المهدي قال يوما لابنه الهادي، وقد قدم إليه زنديق فاستتابه فأبى، فأمر بصلبه وقال لابنه: يا بني إذا صار هذا الأمر إليك فتجرد لهذه العصابة، فإنها تدعو الناس إلى ظاهر حسن كاجتناب الفواحش والزهد في الدنيا والعمل للآخرة، ثم تخرجها إلى تحريم اللحم ومس الماء، وترك قتل الهوام تحرجا وتحوبا، ثم تخرجها من هذه إلى عبادة اثنين؛ «أحدهما» النور و«الثاني» الظلمة، ثم تبيح بعد هذا نكاح الأخوات والبنات والاغتسال بالبول وسرقة الأطفال من الطرق، تنقذهم من ضلالة الظلم إلى هداية النور، فارفع فيها الخشب وجرد فيها السيف وتقرب بأمرهم إلى الله لا شريك له، فإني رأيت جدك العباس في المنام قلدني بسيفين، وأمرني بقتل «الاثنين»، وقد نفذ الهادي وصية أبيه، ففتك بعدد كبير من الزنادقة والملاحدة، وأمر عماله في الأقاليم بتتبعهم وتحريق كتبهم والقضاء على حركتهم. (2) الأحوال الإدارية في عهده
كان الهادي فتى جريئا يحب أن لا يقطع صلته بشعبه، ويحرص على أن يظهر لهم في كل مناسبة ويطلع على أحوالهم ويدبر أمورهم بنفسه، وكان يعتقد أن بعد الخليفة عن مسرح الإدارة مخل بالدولة.
Bilinmeyen sayfa