Uyumluluk Çağı: Arap Ulusu Tarihi (Dördüncü Kısım)
عصر الاتساق: تاريخ الأمة العربية (الجزء الرابع)
Türler
35
وقد كان أبو الأسود في البصرة، فالتف حوله نفر من شبانها يتعلمون منه الأدب والعربية، ونبغ منهم نفر تمموا ما بدأ به، ويقال: إن أبا الأسود وضع أيضا الحركات الثلاث، وإنه أقعد بين يديه كاتبا ذكيا، وأخذ يقرأ عليه القرآن، وقال له: إذا رأيتني قد فتحت فمي بالحرف فانقطه نقطة فوقه على أعلاه، وإن ضممت فمي فانقطه نقطة بين يدي الحرف ، وإن كسرت فاجعل النقطة من تحت الحرف.
36
فصار الناس من بعده يكتبون القرآن ويضعون هذه النقاط على طريقة أبي الأسود، وربما لونوا النقاط بألوان مختلفة؛ لئلا يختلط الأمر، ثم إن الحجاج بن يوسف رأى ما يحدثه عدم إعجام الحروف المتشابهة كالباء والتاء والثاء والياء والنون، وما إلى ذلك، ففزع إلى كتابه وسألهم أن يضعوا لهذه الأحرف المختلفة علامات تميزها بعضها من بعض، فيقال: إن نصر بن عاصم قام بذلك، فوضع النقط أفرادا وأزواجا، وخالف في أماكنها، فصار الناس بذلك زمانا لا يكتبون إلا منقوطا، وكان مع استعمال النقط أيضا يقع التصحيف، فأحدثوا الإعجام فكانوا يتبعون النقط بالإعجام.
37
ثم لما اختلط الأمر على الناس في نقط الإعجام ونقط الحركات، وضعوا الإشارات المعروفة وهي الضمة والفتحة والكسرة (- - -).
38
وقد كان عمل أبي الأسود عملا جد مفيد، أنقذ الناس من اللحن والاضطراب، وقد تمم عمله تلاميذه نصر بن عاصم (؟-89) وعبد الرحمن بن هرمز (؟-93)، وعون الأقرن وعنبسة الفيل، ثم عبد الله بن إسحاق الحضرمي.
39
وأول من بحث في علم الصرف معاذ بن مسلم الهراء (؟-187)، ثم كثر علماء العربية، وانقسم علماء العربية إلى بصريين وكوفيين، وكان لكل منهما آراء ومذاهب مفصلة معروفة، وقامت المناظرات بين البلدين، وأهل البصرة أرسخ قدما وأوسع علما وأولى ثقة، أما أهل الكوفة فأكثر رواية واستشهادا. (9) السيرة والتاريخ
Bilinmeyen sayfa