Çözülme Devri: Arap Ulusunun Tarihi (Altıncı Cilt)
عصر الانحلال: تاريخ الأمة العربية (الجزء السادس)
Türler
ولم تصر بعد لهذين المخدرين المكانة التي كانت لهما في أواخر القرن الرابع والقرن الخامس.
عصر الانحلال الثاني
من سنة 320ه إلى سنة 422ه
الفصل الأول
عرض موجز لشئون الخلافة وأحوال الخلفاء منذ عهد المقتدر
إلى نهاية عهد الطائع
وقف بنا الكلام في عرضنا لشئون الخلافة وأحوال الخلفاء في الكتاب الأول عند مقتل الخليفة المقتدر، وقلنا إن مقتله كان بداية عهد الفوضى التي طغت على الدولة، وإن موجة الفتن والجراح التي طغت على جسم الأمة لم يلتئم جرحها بعدئذ.
والحق أن مقتل المقتدر كان فاجعة ضعضعت شأن الخلافة وزلزلت أركانها، ولما قتل المقتدر أخرج أخوه أبو منصور محمد القاهر بالله من السجن واستخلف، فوجد الخزائن خاوية والخلافة مزعزعة الأركان، وكان مهيبا مقداما على سفك الدماء، فأراد أن يجمع الأموال فصادر جماعة من رجال الدولة، وأمهات أولاد المقتدر وأم المقتدر، وعذبها عذابا مؤلما حتى استخرج منها أموالها، وساءت سيرته في الناس حتى كرهوه، وولى وزارته إلى اثنين عرفا بالبخل - مثله - وفساد السياسة وضعف الرأي، وقلة الخير، وحض الخليفة على سفك الدماء، وهما أبو جعفر الكرخي، وأبو علي بن مقلة، فساءت أحوال الدولة، وعم فساد الأجناد، وعمت الفوضى حتى حرض ابن مقلة الأتراك على خلع الخليفة فخلعوه سنة 322 وسملوا عيونه، ثم حبس وأفرج عنه، ثم أعيد إلى الحبس إلى أن مات في سنة 337ه.
ولما خلع القاهر سنة 322 استخلف أبو العباس محمد الراضي بالله بن المقتدر، وكان عالما أديبا شاعرا وسياسيا قادرا وحازما، فأراد إعادة عز الخلافة، وأحسن انتقاء رجاله، ووصل العلماء والعقلاء، وهو آخر خليفة عباسي كان للخلافة في عهده شيء من السلطان، قال ابن طباطبا في تاريخ الفخري (ص246): «ختم الخلفاء في أشياء، منها أنه آخر خليفة دون له شعر، وآخر خليفة انفرد بتدبير الملك، وآخر خليفة خطب على منبر يوم الجمعة، وآخر خليفة جالس الندماء، ووصل إليه العلماء، وآخر خليفة كانت مراتبه وجوائزه وخدمه وحجابه تجري على قواعد الخلفاء المتقدمين.» وهذه كلها أعراض لا طائل تحتها، أما الجواهر فكانت بيد القادة والوزراء وهم الذين يديرون الأمور دونه «ولا يقدر هو لضعفه أن يغيره، فتقسمت البلاد، وظهر الفساد، واسترجع الروم عامة الثغور، ووزر له كل فجور، وهم وزراء القاهر، فأفسدوا دولته وفرقوا كلمته.»
1
Bilinmeyen sayfa