Başlangıç Çağı: Arap Ulusunun Tarihi (Birinci Cilt)
عصر الانبثاق: تاريخ الأمة العربية (الجزء الأول)
Türler
ن والقلم وما يسطرون ، فأقسم بالقلم وما يخط بالقلم ...» هذا يبطل ما قاله ابن خلدون من جهلهم بالخط، فإن عكرمة كان يتكلم عن مشاهدة، وابن خلدون قال ما قال عن تخمين،
54
ويشير السيد الكتاني بهذا إلى ما قاله ابن خلدون من أن الخط والكتابة من عداد الصنائع الإنسانية، وأن العرب كانوا بعيدين عنها؛ لأنهم كانوا بداة بعيدين عن الحضارة غير مجيدين لها، شأن الصنائع إذا وقعت بالبدو فلا تكون محكمة المذاهب ولا مائلة إلى الإتقان والتنميق
55
إلى آخر ذلك الكلام الطويل المبني على التخمين والزعم البعيد عن التحقيق العلمي الصحيح. هذا وقد كان للنبي كتاب بلغ عددهم ما ينيف على الأربعين،
56
وكان أكثرهم من الشبان المكيين والمدنيين، ولا شك في أنهم قد تعلموا الخط والقراءة وما إليها في بعض كتاتيب البلدين، والكتاتيب كانت معروفة في بلاد الشام ومصر والعراق قبل الإسلام، فلا غرابة إذا نقل القريشيون ذلك عنهم في رحلاتهم التجارية، كما أن الجوالي النصرانية واليهود في الجزيرة قد كانت تعلم أبناءها في مدارسها وكنائسها ، وليس بعيدا أن يكون جيرانهم العرب قد أفادوا ذلك منهم.
أما ما كان يعلم للأطفال في الكتاتيب فليست لنا به أية معرفة جازمة به، ولم ترمز آثار إليه، ولكن بالقياس على ما كانت عليه الكتاتيب في العصر الإسلامي نذهب إلى أنهم كانوا يتعلمون مع القراءة والكتابة شيئا من مبادئ الحساب، ورواية الشعر القديم، والحكم المأثورة، وأخبار الماضين وقصصهم، وأنساب العرب الأقدمين وأحوالهم.
57
بعد أن بينا أن الكتابة والقراءة كانتا منتشرتين انتشارا ملموسا في الجاهلية في الحواضر ، وأن بعض أهل البادية كانوا قد ألموا بها بعض الإلمام، وأن العرب كانت لهم في جاهليتهم كتاتيب يعلمون فيها أبناءهم؛ ننتقل إلى بيان علوم العرب وثقافتهم، فنقول إنها كانت:
Bilinmeyen sayfa