Başlangıç Çağı: Arap Ulusunun Tarihi (Birinci Cilt)
عصر الانبثاق: تاريخ الأمة العربية (الجزء الأول)
Türler
ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم (سورة الأنعام: 151)، وقال تعالى:
وإذا الموءودة سئلت * بأي ذنب قتلت (سورة التكوير: 8-9)، وكان من عاداتهم استرضاع أبنائهم في البوادي؛ ليتاح لأطفال المدن وأبناء سراتها أن يعيشوا في جو البادية الصافي الصحيح الفصيح، قال تعالى:
وإن أردتم أن تسترضعوا أولادكم فلا جناح عليكم (سورة البقرة: 233)، كما كان من عاداتهم أن لا يستعجلوا في فطم أبنائهم، قال تعالى:
والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة (سورة البقرة: 233)، ومن عاداتهم: التبني، وهو أن يستلحق الرجل ابن غيره بنسبه، فيصبح بمثابة ابنه فيرثه ويعطى كافة الحقوق، وقد تبنى الرسول
صلى الله عليه وسلم
زيد بن حارثة فصار يدعى زيد بن محمد حتى قال الله:
وما جعل أدعياءكم أبناءكم ذلكم قولكم بأفواهكم والله يقول الحق وهو يهدي السبيل * ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم (سورة الأحزاب: آية 4-5). (4)
الميراث: لم يكن للعرب نظام محدود في الميراث يعرف به صاحب كل سهم مقدار حصته؛ فالزوجات والبنات والأخوات لم يكن لهن حق في الميراث تبعا للقاعدة العامة في حقوق المرأة الجاهلية، وكان الأولاد هم أول من يستولي على التركة، ثم الأجداد والأعمام وذوو القرابة وأخيرا النساء، على أن وصية الميت كانت تلعب دورا خطيرا في الأمر، وصاحب المال هو أحق الناس به يوزعه كيفما شاء، ولكن الورثة قد لا يقيدون بالوصية، فيتصرفون كيفما يشاءون، وسبب ذلك كله: هو عدم وجود الوازع الديني والقانوني، ونحن إذا ما تتبعنا آيات الميراث في القرآن نخلص إلى ما أسلفنا.
الحج
ذكرنا بعض شئون الحج في الفصل الخامس بالحياة الدينية، ونتوسع هنا في بيان أحوال الحج، ومناسكه، وتقاليده؛ لأنها تتعلق بالحياة الاجتماعية تعلقا قويا، لأن الحج لم يكن مقصورا على طائفة بعينها أو نحلة مخصوصة؛ وإنما كان للعرب أجمعين على اختلاف مذاهبهم وأديانهم، وكانوا يتخذون موسمه فرصة للاجتماع والاتجار والتعارف والتشاور والتفاخر والتناصر والتناصح وحل المشكلات، وكان العرب أجمعون يقصدون مكة يمارسون مناسك الحج، ويشهدون منافع لهم مشاة ورجالة، نساء ورجالا، وكان لمكة وحرمها قدسية عامة عندهم كما كان لأهلها مكانة خاصة عندهم؛ لمجاورتهم البيت الحرام، وكان أهلها بالمقابل يحسنون إلى الحجاج، ويكرمونهم؛ لأنهم ضيوف الله، وكان الحجاج يحرمون على أنفسهم أعمال الشر والفسوق والرفث والجدال في الموسم، وكانت أشهر الحج هي: شهر شوال، وذي القعدة، وذي الحجة، وقد ابتدع العرب بدعة إنساء أشهر الحج؛ أي تأخيرها أو تحريم بعضها وتحليل بعضها؛ فتارة يصبح شهر ذي القعدة مكان شهر ذي الحجة، وشهر ذي الحجة مكان المحرم، والمحرم مكان صفر، أو يصبح شوال مكان ذي القعدة، وقد حارب الإسلام هذه البدعة فقال:
Bilinmeyen sayfa