Başlangıç Çağı: Arap Ulusunun Tarihi (Birinci Cilt)
عصر الانبثاق: تاريخ الأمة العربية (الجزء الأول)
Türler
5
وفي تلك السنة جرد الإمبراطور تراجان إمبراطور الرومان حملة على الدولة النبطية؛ فخضعت لنفوذه من ذلك الحين.
وقد وصف المؤرخ ديودوروس الصقلي في القرن الأول قبل الميلاد هؤلاء القوم، وما كانوا عليه من حضارة، وما شاهده بنفسه في ديارهم فقال: «إن الأنباط يعيشون في البادية الجرداء التي لا أنهار فيها ولا سيول ولا ينابيع، ومن أمهات قوانينهم: منع زراعة الحبوب أو استثمار الأشجار، وتحريم الخمر، وبناء المنازل، ويعاقبون من يخالف ذلك بالقتل مع التشديد في العمل بهذه القوانين، ويقتات بعضهم بلحوم الإبل وألبانها، وبعضهم بالماشية أو الغنم، وإنهم يشربون الماء المحلى بالمن، ومنهم قبائل عديدة تقيم في البادية، ولكن النبطيين أغنى تلك القبائل، وإن كان رجالهم لا يزيد عددهم على عشرة آلاف، وثروتهم من الاتجار بالأطياب والمر وغيرهما من العطريات يحملونها من اليمن وغيرها إلى مصر وشواطئ البحر الأبيض المتوسط، ولم تكن تمر تجارة في أيامهم بين الشرق والغرب إلا على يدهم، ويحملون إلى مصر - على الخصوص - القار لأجل التحنيط، وهم ضنينون بحريتهم؛ فإذا دهمهم عدو يخافون بطشه فروا إلى الصحراء، وهي أمنع حصن؛ لأنها خالية من الماء، فلا يدخلها سواهم إلا مات عطشا، أما هم فيشربون من صهاريج سرية مربعة الشكل منقورة في الصخر تحت الأرض يخزنون الماء فيها ...»
6
وكان للقوم عناية شديدة بالآداب من شعر ونثر وحكمة، وكانوا يعظمون الشعراء وأهل المعرفة، ولكن آثارهم قد ضاعت، وإن كانت النقوش الحجرية التي أبقوها تدل على شيء من ذلك.
أما لغتهم فهي اللغة العربية، ولا تكاد تختلف عنها، وبخاصة عن لغة الشعر الجاهلي إلا قليلا، على ما تقتضيه سنن النشوء والارتقاء، إلا أنهم لم يكونوا يكتبون بالحروف العربية، وإنما كانوا يكتبون بحروف أبناء عمومتهم الآراميين؛ لأن حروف هؤلاء كانت أشهر.
7
وقد خلفوا مدنا خالدة أجلها سلع، وتسمى بطرا والبتراء، وهي عاصمتهم، وموقعها بين بحيرة لوط والبحر الأحمر، وفيها آثار عريقة تبين عن مقدار المدنية النبطية، وبخاصة مدافنها ومعابدها ومعاهدها.
ومن مدنهم الغنية التي بقيت عامرة إلى العصور المتأخرة؛ مدينتا بصرى الشام، وصلخد، وكانت هذه المدن حصونا وملاجئ ومخازن لتجاراتهم الكبيرة. (2) الدولة الثمودية
قامت الدولة الثمودية في فجر الألف الأول قبل الميلاد من شمالي الحجاز إلى جنوبي ديار الأنباط، وقد أشار القرآن الكريم إلى شيء من تاريخهم وأحوالهم، فقال تعالى:
Bilinmeyen sayfa