Uyanış Çağı: Arap Ulusu Tarihi (Sekizinci Kısım)
عصر الانبعاث: تاريخ الأمة العربية (الجزء الثامن)
Türler
ولكن قواه قد تشتت وحملته قد تبعثرت، فأخذ يهيئ حملة ثانية استعد لها استعدادا كبيرا، ثم التقت قوى الجيش العربي-الإنكليزي بجيش الحملة التركية، فشتته، ودخلت مدينة غزة، وكانت هذه المعركة أولى المعارك التي اشترك فيها العرب مع أحلافهم الإنكليز في محاربة الجيش العثماني.
قال جمال باشا في مذكراته يصف حالة جيشه في تلك الحملة:
يقصر اللسان عن أن يوفي القوات العثمانية - لا فرق بين ضباطها وجنودها اللائي اشتركن في حملة القناة الأولى - حقهن من الثناء على ما بذلنه من الجهود وأظهرنه من ضروب الوطنية العالية، وأرى من واجبي تقديم إعجابي لأولئك الجنود البواسل الذين قاموا بذلك الزحف غير مبالين بما لاقوه من ضروب الضنك وتحملوه من المشاق في سحب المدافع، فضلا عن الجسور المتحركة، وهي كل ما كان لدينا من المعدات لعبور القناة وسط بحر من الرمال.
هذا وقد ساد بين رجال الحملة - لا فرق بين الأتراك والعرب - شعور العطف الأخوي، ولم يكن بينهم من يضن بحياته دفاعا عن إخوانه، والواقع أن الحملة الأولى كانت برهانا ساطعا على أن غالبية العرب الساحقة انضموا إلى الخلافة العثمانية بقلوبهم وجوارحهم.
5
الفصل الثاني
جيش الثورة العربية، وأشهر معاركه، وقضاؤه على الحكم التركي
تأسيس الحكم العربي الهاشمي في الشام والعراق
كان القائد التركي فخري باشا في المدينة ومعه عدد ضخم من الجنود، وكان جبارا عسوفا، له في الفتك بالأرمن أخبار مخيفة. أرسله الباب العالي سنة 1916م للفتك بعرب الحجاز ومعاملتهم بما عامل به الأرمن في بلاد «أورفه» و«السويدية» و«كلمس» و«عينتاب»، حينما كان في تلك الديار سنة 1915م.
وما إن استقر به المقام في الحجاز حتى أخذ يجمع جموعه للفتك بالقبائل العربية، وكانت قبيلة «بني علي» أولى القبائل التي لقيت منه ويلات شدادا، فقد أمر السفاح فخري جنوده أن يبيدوا أفراد القبيلة نساء ورجالا وأطفالا، وأن يحرقوا قراهم، ويبيدوا حرثهم ونسلهم. وقد انتشرت أخبار حملته على بني علي في الحجاز كله، فحلف أحرار الجزيرة كلها على الاستماتة في سبيل محاربة الأتراك، وتأييد الجيش العربي في حملته على الطغاة الطورانيين، ثم تمكنوا من الاستيلاء على ميناء جدة في حزيران من تلك السنة واستولوا على ما في ثكناتها من الأسلحة والذخيرة، وأسروا من فيها من الجنود، وأخذت الثورة العربية منذ ذلك الحين تسير من نصر إلى نصر؛ فدحروا حامية مكة التركية واستولوا على أسلحتها، وتوجهت قواهم نحو الطائف - حيث كان يقيم الوالي التركي - وحاصروه من حزيران إلى أيلول فاستسلم لهم، وكان قائد الحملة العربية الشريف عبد الله بن الحسين.
Bilinmeyen sayfa