Ta'rih Tur Abdin
تأريخ طور عابدين
Türler
بعد القديس مار اياونيس بطريرك انطاكية ، جلس راهب اسمه اسحق من دير قرتمين ، وبما انه كان يشتغل في كيمياء الفضة والذهب ، نشأت بينه وبين عبد الله امير الجزيرة صداقة متينة ، ولما صار الامير عبد الله ملكا رأى ان يكافىء صديقه الراهب فأمر بنصبه بطريركا لانطاكية خلفا لمار اياونيس . ولكن لا خير في الرتب التي تنال جزافا . وهكذا عندما بالغ الملك في رفع صديقه الى الذروة العليا كأنه اعد له مشنقة يهوذا . فانه لم يقبل, ولم تطل رئاسته, فان الذي رفعه, هو الذي حطه ثم اهلكه, حتى ان الناس لم يعرفوا ما اصاب جثمانه ، ولم يستحق ان يدفن من الناس وخلفه اثناسيوس الصندلي ، اسقف ميافرقاط؛ وهذا ايضا لم تطل ايام رئاسته فانه هلك بسرعة ومات . وللبعض آراء اخرى فيه . واما نحن فلا نجرأ على اكتناه الخفايا . وفي السينودوس الذي التأم لانتخاب البطريرك مار كيوركي في مدينة منبج نهض الاساقفة وبايعوه بالاجماع ، وفي مقدمتهم يوحنا مطران الرقة . . . . وقورياقس مطران طور عبدين . . وديونيسيوس مطران حران
في سنة 1080 ترك زكريا اسقف الرها ابرشيته ، فخلفه فيها ايليا من دير قرتمين الرجل المشاكس العنيد ، البعيد عن الله في كل افكاره ، الذي لم يكن يستحق الاسقفية . الا يكون الرهاويون على شاكلته . غير انهم لم يقبلوه ايضا ، ولم يطيعوه . وقد نسبوا اليه امورا نتحاشى ذكرها . وهكذا بقيت الرها بدون اسقف
في الوباء الذي تفشى سنة 773 مات من دير قرتمين خمسة وتسعون شخصا ، وجلهم من الافاضل ، كما مات في دير الصليب الرؤساء
الاحاديث التي نقلناها من سفر الحياة عن دير قرتمين
في سنة 1411 يونانية (1100 م) نهب دير قرتمين المقدس للمرة الاولى . كما نهبت منطقة طور عبدين كلها من قبل الاتراك المعتدين وخربوا الدير والقرى المحيطة به . واستمر قطاع الطرق هؤلاء اربعة عشر يوما يعيثون في المنطقة نهبا وسلبا وتقتيلا . وانضم الى اعمالهم الاجرامية هذه بعض السوقة والمتمردين ، حتى غادروه (الدير) ، قاعا صفصفا وكانت اقامة هؤلاء المجرمين مع خيلهم في الدير نفسه . فجرد الدير من الكتب الكنسية والآنية المقدسة الفضية والذهبية والنحاسية ، كما جرد من جميع الاثاث البيتية والثياب الابوية والكهنونية ، بصورة محزنة جدا ، حتى ان هذا الكتاب (سفر الحياة الخاص بالدير) وقع بين ايديهم ، فمزقوه وقطعوا منه اوراقا كثيرة في اماكن مختلفة ، ووصلت بعض اوراقه المبعثرة الى مدينة نصيبين . فاهتممنا وجمعنا ما تيسر منها ، ولحسن الحظ تمكنا من جمع شتات تلك الاوراق كاملة تقريبا ،وبذلنا في هذا السبيل اتعابا كثيرة . وعند تنظيم اوراق الكتاب ظهر انه فقدت منه ورقة واحدة فقط تحوي اسماء بعض الآباء والمؤمنين . ثم عدنا فجددنا الكتاب وجلدناه تجليدا قويا ، واضفنا اليه ما فقد (وهو وان لم يصبح كما كان سابقا الا انه بحالة تناسب زماننا المظلم المليء بالضيقات) . وقد تجرد الدير من الكتاب والقراء وبار من الذين يقيمون الخدم الكنسية ، واقفر من القسس والشمامسة . وفي هذه المحنة توفي وكيل الدير ، وفيها اجلي بنو طور عبدين الى ما وراء حصن الصور .
وبات الناس في كل مكان يتكوون بنار الضيقات والمصائب والمحن ، وارتفع ثمن كور الحنطة الى خمسين دينارا ، وربما اكثر ، وهكذا الشعير والدخن ، وستة علب من البلوط بمئة دينار ، وكأن الصيف لم يكن ، اذ حجب الله بركته حتى بلغ مكول البذار ثلاثين او اربعين قرشا ، وكيل واحد من الدبس بدينار في انحاء طور عبدين . وهكذا استجار الناس في حصن هيثم ، وفي هذا الحصن جددنا الكتاب “كتب بيد باسيليوس الخاطىء اسقف الدير وباسيليوس هذا هو الاسقف شملي المانعمي”
كتب الدير
في سنة 1331 يونانية (1020 م) دخل اسقف الدير الى خزانة الكتب وهي بادارة الراهب القسيس الفاضل مار شليمون السبريني الكاتب . فوجد ان الكتب والآنية المقدسة ، والطقوس الكنسية كاملة وسالمة في اماكنها ، وفرض الاسقف والرهبان ورؤساء الاديار حروما هائلة على كل من تسول نفسه اتلاف شيء من خزانة هذا الدير
وفي سنة 1480 يونانية (1169) م) جدد هذا الكتاب ورتبه (احدى المخطوطات في خزانة الدير) مع كتب اخرى تبلغ سبعة عشر مجلدا من العهد الجديد من خط الربان عمنوئيل رئيس الكتاب والربان كبرييل السبريني ابن اخي مار يوحنا اسقف الدير والربان موسى الراهب الكفرسلطي
وقال الربان كبرييل: في هذا الزمان المظلم حيث خلا الدير من القراء والكتاب ، واتلفت فيه جميع الكتب النفيسة الجليلة التي كانت تزين خزانته ، ولم نجد منها غير النزر اليسير ، وهذا ايضا قد تشوش وتبعثر . فثارت فينا الحمية لتجديدها بحسب الامكان ، والرب يعلم ما بذلنا من التعب والاجهاد ، وما تجشمنا من الصبر والتعب في سبيلها دون ان يساعدنا احد . ومع ذلك فقد جددناها جميعا ونظمناها وشددناها الامر الذي لم يبلغ بها ما كانت عليه من الاتقان والجمال وقد تلف معظمها
Bilinmeyen sayfa