Çeviri Tarihi ve Muhammed Ali Dönemi Kültürel Hareketi
تاريخ الترجمة والحركة الثقافية في عصر محمد علي
Türler
l’art de la tainture en soie, par M. Macquer, Paris 1808 . وعنوانها باللغة العربية «كتاب في صناعة صباغة الحرير»، ويقع هذا الكتاب في 118 صفحة من القطع المتوسط، وفي الصفحة الأولى منه مقدمة للمترجم لم يذكر فيها السبب الذي دفعه لترجمة هذا الكتاب، وإن كان من المرجح أنه ترجمه تنفيذا لأمر محمد علي ليفيد منه القائمون على إنشاء الصناعة الجديدة التي أوجدها محمد علي في مصر - وخاصة صناعة النسيج - وتلا مقدمة المترجم مقدمة علمية للمؤلف من صفحة 2 إلى منتصف صفحة 10، ثم فهرس للكتاب من منتصف صفحة 10 إلى نهاية صفحة 12، ثم شرح للألوان والألفاظ الاصطلاحية الواردة في الكتاب في ثماني صفحات، والمتن يشغل الصفحات الباقية.
19
ويعتبر هذا الكتاب - إذا استثنينا الكتاب الحربي المترجم عن الفرنسية الذي ذكره «بروكي» - أول كتاب ترجم في عصر محمد علي، فهو أول الغيث، وبهذا يكون رفاييل صاحب السبق في هذا الميدان، فهو صاحب أول كتاب ترجم عن الفرنسية إلى العربية وطبع في مطبعة الحملة وفي عهدها، وهو رسالة «دي جينيت» عن مرض الجدري، وهو أيضا صاحب أول كتاب ترجم عن الفرنسية إلى العربية، وطبع في مطبعة بولاق في عهد محمد علي.
القاموس الإيطالي العربي من وضع الأب رفاييل
وواحد من الكتب الثلاثة الأولى التي طبعت في مطبعة بولاق في عصر محمد علي.
وضع رفاييل هذا القاموس، وترجم هذا الكتاب تنفيذا لأمر محمد علي، مما يرجح أن الصلة كانت قوية بين الرجلين، ولم يكن محمد علي سليل بيت مالك، بل إنه سعى حتى فاز بهذا العرش فوزا، ولقد كان له من فطرته السليمة، وعبقريته الفذة، ما دفعه إلى البحث والدرس، وخاصة كل ما يتعلق بنظم الحكم والإدارة، وفن السياسة؛ ولهذا كان دائم الصلة بكل من في مصر من دبلوماسيين أوروبيين، وبكل من يفد عليها مرتحلا أو زائرا، وكان في اجتماعه معهم دائم السؤال عن أحوال بلادهم السياسية والعلمية، وعن نظم حكوماتهم، وعن أهم الكتب وأحسنها، وقد نصحه ناصح من هؤلاء في تلك الفترة (حوالي سنة 1820) - وإن كانت المراجع لا تذكر من هو - بقراءة كتاب «الأمير» ل «مكيافلي»، فبادر محمد علي، وكلف رفاييل بترجمة هذا الكتاب، فترجمه إلى اللغة العربية (حوالي 1239-1240 / 1824-1825)، أشار «بروكي» - في غموض - إلى ترجمة هذا الكتاب، ثم أشار إلى هذه الترجمة في وضوح وإيضاح لا بأس به جويسبي أشربي
Giuseppe Acerbi (1773-1845): قنصل النمسا في مصر في عهد محمد علي في رسالة منه إلى «السنيور جيروفي» أمين المكتبة الإمبراطورية في «ميلانو»، وقد ذكر «أشربي» في هذه الرسالة أنه تحدث مع الباشا في إحدى مقابلاته عن الكتب والأدب، وقد دهش عندما أخبره محمد علي أنه أمر بترجمة كتاب الأمير لمكيافلي إلى التركية، وأنه جد مشوق لمعرفة ما يتضمنه هذا الكتاب الذي سمع عنه ثناء جما من أحد الأوروبيين.
وذكر «أشربي» بعد ذلك أن محمد علي تحدث إليه عن هذا الكتاب في مقابلة أخرى - وكان ذلك في سنة 1828، أي بعد ترجمة الكتاب بنحو أربع سنوات - فقال له ما ملخصه: «إنكم تثيرون في إيطاليا ضجة كبيرة حول كاتبكم المعروف «ماكيافيللي»، وقد أمرت بترجمة كتابه إلى التركية لكي أعرف ما فيه، ولكنني أعترف بأنني قد وجدته أقل بكثير مما كنت أتوقع، ومن الشهرة التي له.
وإني أعلن إليك أيضا أن هناك مؤلفا آخر عربيا أثار دهشتي، ونال إعجابي، بعد أن أمرت فترجم للغة التركية - هو مقدمة ابن خلدون - إن هذا الكاتب أكثر حرية في تفكيره من ماكيافيللي، بل إنني أعتقد أن كتابه أكثر وأشد نفعا، وإذا كان كتاب ماكيافيللي ممنوعا تداوله في بعض البلاد الأوروبية، أفما كان من الأجدر أن يكون المنع أتم وأعم بالنسبة لمقدمة ابن خلدون.»
20
Bilinmeyen sayfa