Çeviri Tarihi ve Muhammed Ali Dönemi Kültürel Hareketi

Cemal Din Şeyyal d. 1387 AH
175

Çeviri Tarihi ve Muhammed Ali Dönemi Kültürel Hareketi

تاريخ الترجمة والحركة الثقافية في عصر محمد علي

Türler

من هذا كله يتضح أن هذه المقدمات والخاتمات هي في الواقع وثائق هامة جدا لتاريخ الحركة الفكرية في ذلك العصر، فمنها استطعت أن أعرف الشيء الكثير عن الكتب ومترجميها ومصححيها، وطريقة الترجمة، والمراجعة والتصحيح وعدد الطبعات، وسنة الطبع وأغراض الترجمة، وموجهيها.

والشيء الوحيد الذي كان يغفله الشيوخ - رغم أهميته - هو أسماء المؤلفين؛ فقلما كانوا يشيرون إلى هذه الأسماء، ولم يحدث هذا إلا في الكتب التي وضعها مدرسو المدارس، أو في الكتب التي ترجمت في مدرسة الألسن، وألفها رجال عظام؛ «كفولتير»، أو «روبرتسون» إلخ، وكانت هذه الأسماء تكتب بحروف عربية، ولم يحدث أبدا أن كتبت بحروف لاتينية، مع وجود هذه الحروف في مطبعة بولاق منذ إنشائها، بدليل استعمالها في طبع القاموس الإيطالي العربي.

وقد انتفى هذا التقليد في الكتب التي ترجمها خريجو الألسن؛ فأصبح المترجمون يكتبون المقدمات والخاتمات بأنفسهم، غير أن الشيء الوحيد الذي كان يعاني منه الشيوخ المحررون كثيرا، ثم عانى منه خريجو الألسن أيضا، وهم يتبعون طريقتهم، هو السجعات التي تتفق وأسماءهم، فكانوا يتحايلون على هذه الأسماء تقديما وتأخيرا، وتبديلا وتغييرا حتى تتفق أخيرا مع ما يكمل السجعة. وفيما يلي أمثلة طريفة لما كان يبذله هؤلاء الشيوخ من جهد لنظم أسمائهم في سجعات مختلفة.

فالشيخ إبراهيم الدسوقي يعاني من لقبه، وأخيرا يوفق إلى أنه «المتوسل إلى الله بالقطب الحقيقي، إبراهيم عبد الغفار الدسوقي»، ثم لا تعجبه هذه السجعة، فيبدل من وضع أجزاء اسمه، وينتهي إلى أنه «راجي غفر الأوزار - أو سير الأوزار - إبراهيم الدسوقي عبد الغفار»، أما الشيخ التونسي فهو دائما «المتوكل على عفو المنان، محمد التونسي بن سليمان»، فإذا سئمها فهو «مصحح كتب الطب الآن محمد التونسي ابن سليمان»، أما الشيخ محمد الهراوي فكانت مهمته سهلة؛ لأنه دائما «مغفور المساوي، محمد الهراوي» وكذلك الشيخ مصطفى كساب فهو دائما «المفتقر إلى رحمة ربه الوهاب - أو راجي حسن المآب - الشيخ محمد حسن كساب».

وقد حذا حذو المشايخ فيما بعد خريجو الألسن فالتزموا - مثلهم - السجع في مقدمات كتبهم؛ ولهذا عانوا مثلما عانى الشيوخ، ورأينا في كتبهم أمثال هذه السجعات: «راجي رحمة ربه على الدوام، الفقير إلى الله تعالى سعد نعام»، و«راجي رحمة الملك الودود، عبده خليفة محمود»، و«راجي رحمة ربه المتعال، السيد عمارة عبد العال»، وأخيرا أستاذهم «المؤيد برعاية الملك المبدي، السيد رفاعة بدوي»، أو «الراجي فضله الواسع، رفاعة بدوي رافع» ... إلخ.

وقد حاول جورجي زيدان أن يصنف هؤلاء الشيوخ إلى محررين ومصححين، وذكر أن «التحرير في الأصل هو الإصلاح والتقويم، فيقولون حرر الكتاب؛ أي قومه وحسنه وخلصه بإقامة حروفه، وإصلاح سقطه، والمحرر الذي يقوم بذلك»، أما المصحح في رأيه فهو الذي «يتولى تصحيح الكتاب في أثناء الطبع»؛ وذلك لأن المحررين يشترط فيهم معرفة العلم الذي يعهد إليهم بتحريره، وفهم مصطلحاته العلمية، وغير ذلك، فضلا عن معرفة اللغة، أما المصححون فيكفي فيهم معرفة قواعد اللغة وشواردها لضبط العبارات حسب القواعد».

3

والواقع أن الشيوخ الذين قاموا بمراجعة الكتب المترجمة في ذلك العصر كانوا يقومون بالعملين معا، بل كان لهم جهد مشكور - وخاصة الشيخ التونسي - في إحياء المصطلحات العلمية العربية القديمة ومحاولة التوفيق بينها وبين المصطلحات الأوروبية الحديثة بعد مراجعة كتب العرب في الطب والهندسة والرياضيات، ولفظ المحرر لفظ حديث شاع استعماله بعد نشأة الصحافة وانتشارها، أما وثائق العصر فكانت تسميهم دائما مصححين، فإذا فرقت بينهم سمت هذا مصححا أول أو باشمصحح، وسمت الآخرين مصححين، والشيخ الوحيد الذي أطلقت عليه كتب العصر لفظ «محرر» هو الشيخ التونسي.

وكان المصحح يمنح في العادة - حسب تقاليد العصر - رتبة اليوزباشي، وبذلك يكون راتبه 450 قرشا في الشهر، أو رتبة الملازم فيكون راتبه 300 قرش.

4

Bilinmeyen sayfa