Çeviri Tarihi ve Muhammed Ali Dönemi Kültürel Hareketi
تاريخ الترجمة والحركة الثقافية في عصر محمد علي
Türler
وبنفس الطريقة اختبر في كتاب آخر مما ترجمه، وهو «مقدمة القاموس العام المتعلقة بالجغرافية الطبيعية»، ولاحظت اللجنة أن ترجمة هذا الكتاب ضعيفة، ولكنها التمست لرفاعة العذر؛ لأنه ترجمه بعيد وصوله إلى فرنسا، ولم يكن قد وصل حينذاك إلى «درجته الآن في اللغة الفرنساوية»؛ ولهذا كانت ترجمته لهذا الكتاب أضعف من ترجمته للكتاب السابق، «وكان عيبه أنه لم يحافظ على تأدية عبارة الأصل بجميع أطرافها، وعلى كل حال فلم يغير في المعنى شيئا بل طريقته في الترجمة كانت مناسبة.»
142
وتفرق الممتحنون أخيرا وهم مجمعون على إتقانه صناعة الترجمة، وعلى «أنه يمكنه أن ينفع في دولته بأن يترجم الكتب المهمة المحتاج إليها في نشر العلوم، والمرغوب في تكثيرها في البلاد المتمدنة ...»
142
اجتاز رفاعة الامتحان بعد أن قضى في فرنسا 5 سنوات طوال، أقبل فيها على الدرس والتحصيل إقبال الطالب المجد المحب لعمله، وقد قرأ في هذه السنوات كتبا شتى في علوم متباينة، وترجم الكثير من هذه الكتب، ولكنه - متأثرا بميله الخاص وبدراسته الأدبية الأولى في الأزهر - شغف أكثر ما شغف بعلمي التاريخ والجغرافيا، ورشح نفسه لترجمة هذين العلمين، فهو يقول في خاتمة رحلته: «وإن شاء الله تعالى بأنفاس ولي النعم يصير التاريخ على اختلافه منقولا من الفرنساوية إلى لغتنا؛ فقد تكفلنا بترجمة علمي التاريخ والجغرافيا بمصر السعيدة بمشيئة الله تعالى، وبهمة صاحب السعادة محب العلوم والفنون حتى تعد دولته من الأزمنة التي تؤرخ بها العلوم والمعارف المتجددة في مصر مثل تجددها في زمن حلفاء بغداد ...»
143
في رمضان سنة 1241 غادر رفاعة الإسكندرية مرتحلا إلى فرنسا، وفي رمضان سنة 1246 غادر باريس عائدا إلى مصر، خمس سنوات كاملة تغير فيها الشيخ عقلا وعلما وتفكيرا وآمالا، ولكنه لم يتغير، بل لم يتأثر دينا وأخلاقا، يقول علي مبارك: «ولم تؤثر إقامته بباريز أدنى تأثير في عقائده، ولا في أخلاقه وعوائده ...»
144
وفي الإسكندرية تشرف بمقابلة إبراهيم باشا فرحب به؛ لأنه سمع عنه ثناء جما أثناء زيارته لباريس، ولأنه كان يعرف أسرته في طهطا معرفة وثيقة، وفي ختام المقابلة وعده إبراهيم باشا «بدوام الالتفات إليه»،
145
Bilinmeyen sayfa