Çeviri Tarihi ve Muhammed Ali Dönemi Kültürel Hareketi
تاريخ الترجمة والحركة الثقافية في عصر محمد علي
Türler
وبعد، فإني أحمد الله سبحانه وتعالى حمدا كثيرا أن وفقني لهذا، فمنه وحده التوفيق، وبه وحده العون، وأبتهل إليه سبحانه أن يوفقني للعمل الصالح إنه على كل شيء قدير.
جمال الدين الشيال
الإسكندرية في 28 أكتوبر سنة 1951
مقدمة
وفد محمد علي على مصر ضابطا صغيرا من ضباط الحملة التركية الإنجليزية التي أتت في مارس سنة 1801 لإخراج الفرنسيين من مصر، واشترك محمد علي في معارك كثيرة مع جيوش دول ثلاث: إحداها دولة شرقية متحطمة تسير نحو الفناء، فجيوشها خليط من شعوب كثيرة متنافرة يعوزها التآلف والانسجام والنظم الحديثة وحسن القيادة، والثانية والثالثة دولتان غربيتان ناهضتان تنافس كل منهما الأخرى في سبيل الاستيلاء على هذه الكنانة لما تتمتع به من ميزات جمة، ولأنها مفتاح الشرق، مطمح أنظارهما، ولموقعها الجغرافي الممتاز، وجيوش هاتين الدولتين تمتاز بنظم حديثة، وأسلحة جديدة، وخطط محكمة، وقيادة قديرة، فكان لهذا اللقاء الأول أثر جد قوي في نفس محمد علي وتفكيره.
فلما جلا الفرنسيون عن مصر، واستقر محمد علي فيها ضابطا من ضباط الفرقة الألبانية، ظل يرقب عن كثب الصراع الذي قام من جديد بين القوى الثلاث: المماليك والأتراك والإنجليز، وقدر محمد علي كل قوة قدرها، وأيقن أن كل واحدة منها تناضل الأخرى في سبيل أن تفوز هي وتغنم دون أن تعير هذا البلد وهذا الشعب اهتماما، ورأى بثاقب نظره أن هناك - وراء الستار - قوة ظلت كامنة قرابة ثلاثة قرون، وقد أيقظتها هذه الحملة الفرنسية، وأن المستقبل لهذه القوة إذا وجدت من يأخذ بيدها، ويقودها إلى الخير.
وانتهت هذه المعركة الثلاثية بخروج الإنجليز من مصر أولا، ثم بضعف المماليك والأتراك ثانيا، وهنا ظهر محمد علي في صف الشعب، ولحظ الناس - خاصتهم وعامتهم - مواهب هذا الرجل الممتازة «فرأوا في رجل الحرب الزعيم المفطور على الخير، ولما اشتد الأمر بينهم وبين الباشا العثماني قالوا له: إنا لا نريد هذا الباشا حاكما علينا، ولا بد من عزله من الولاية، فقال: ومن تريدونه يكون واليا؟ قالوا له: لا نرضى إلا بك، وتكون واليا علينا بشروطنا لما نتوسمه فيك من العدالة والخير، فامتنع أولا، ثم رضي، وأحضروا له «كركا» وعليه قفطان، وقام إليه السيد عمر والشيخ الشرقاوي فألبساه له، وذلك وقت العصر، ونادوا بذلك في تلك الليلة في المدينة.»
1
وانتهى النزاع أخيرا، واضطر السلطان اضطرارا أن يقر محمد علي واليا على مصر ، ومنذ ذلك الحين بدأ هذا الرجل العظيم يطهر الجو أولا، ثم أخذ يضع الخطط لإصلاحاته المختلفة، التي تعتبر - إلى حد ما - استمرارا لما بدأه الفرنسيون في مصر، والتي التزم فيها سبيلا وسطا، فلم يلجأ إلى القديم ويتعصب له؛ لأنه آمن منذ اللقاء الأول بأن الإصلاح إنما يكون بالنقل عن الغرب، ولكنه في نفس الوقت لم يأخذ عن الغرب كل شيء، ولم يعتمد عليه كل الاعتماد، بل «اتخذ بين المستشرقين والمستغربين خطة وسطا، يدلك على ذلك أن «ماكولي» استشهد بما عمله محمد علي في مصر لتأييد ما ذهب إليه من ضرورة تعليم العلوم الحديثة، كما أن خصوم «ماكولي» من أنصار الثقافة الشرقية استشهدوا أيضا بمحمد علي لتأييد ما ذهبوا إليه من ضرورة وصل حاضر الأمة بغابرها، فقالوا - وكان حقا قولهم: إن مصلح مصر يعلم العلوم الحديثة، ولكنه يعلمها باللغة العربية ...»
2
Bilinmeyen sayfa