فلما كان يوم السبت صلاة الصبح يوم التاسع من جمادى الآخرة من هذه السنة سار طريق مخلاف خولان وأخذ من كان متخلفا عن المنصور وبني شهاب فاجتمع معه خلق كثير ما لا يحصى. فبات في خدار. وسار يوم الثاني جهران، فلم يلقه أحد وذلك ان محمد بن الزيدي قد صار مع محمد بن مروان في الهان [37- أ] بكثرة من عنس وغيرهم وهما يقاتلان أحمد بن أسعد في أشيح وقد أخذ المنظر.
وصار يوسف عند أخيه أحمد في أشيح.
فلما سمع أهل بكيل بالمهدي في جهران ساروا إليه وتركوا المياس.
وكذلك جماعة من عنس فكتب المياس إلى ولد الزيدي وإلى ابن مروان يعرفهما بوصول المهدي وكثرة الجيوش وان عسكرهما الذين كانوا معه قد مضوا إليه. وان الإمام واصل بهم غدا فلما وصل إليهما رسالته وجمعوا العنسيين وشاوروهم ودفع إليهم محمد بن مروان دراهم كثيرة وخلع عليهم شقاقا (1) فلما صار ذلك معهم (2) للمهدي، وهموا بالقبض على ابن مروان فلما فهم ذلك منهم سار وحده لا يعلم به أحد سوى جماعة من بدو خولان وأعطاهم دراهم. ولم يعلم به سوى أخيه أبي غسان فسارا معا وأمر ابن الزيدي ان يهرب فشرط ابن الزيدي لأهل بكيل دراهم وخلف رحله وثقله وسار طريق بكيل يريد ذمار ولم تعلم به عنس، وكان ذلك أول الليل فلما أصبح الصبح وهم عاملون على أخذ ابن مروان وقد كانت رسالتهم وصلت المهدي: انا إليك يابن مروان. وخاف المهدي أن يكون ذلك منهم خدعة فأمر عسكره بالركوب. وتقدم في جماعة من عسكره فواجه العنسيين نحو من مائتين فرس ينعلمون (3) له واثقون إليه. وقد كان أيضا أعطاهم ذمة وعهدا
Sayfa 144