Osmanlı Sultanları Tarihi
تاريخ سلاطين بني عثمان
Türler
صلى الله عليه وسلم .
وبعد فتوحات عديدة، حاصر قلعة بلغراد بمائة وخمسين ألف مقاتل وثلاثمائة مدفع، ففقد من عساكره عددا عظيما وجملة مدافع، وانجرح في فخذه فرجع عنها وذهب إلى أدرنه، وبعد أخذ القسطنطينية بسبع سنين فتح مدينة أثينا عاصمة بلاد اليونان، وفي سنة 1461م، الموافقة سنة 865ه، فتح إيالة طرابزون وولاية سينوب، وفي سنة 866 استولى على جزيرة نسيوسه وإقليم بوسنه، ثم جهز عمارة بحرية بمائة ألف مقاتل لفتح جزيرة رودس، فحاصرها ثلاثة أشهر، ثم ظعن عنها وأخذ في إعداد تجريدتين: الأولى لفتح جزيرة قبرص، والثانية لمحاربة شاه العجم، وبينا هو كذلك اعتراه مرض عضال، فمات في مدينة أزنكميد في جمادى الأولى سنة 886، ودفن بجوار جامعه الشريف في ضريح مخصوص.
كانت مدة ملكه 31 سنة، وعاش ثلاثا وخمسين سنة، وفي مدة ملكه افتتح مملكتين و12 ولاية، واستولى على أكثر من مائتي مدينة، وبنى عدة جوامع ومدارس، وكان يعتبر العلماء، ويحب رجال الأدب. وهو طويل القامة، ضخم الوجه، كثيف اللحية أشقرها. وقد أعقب ولدين؛ يسمى أكبرهما بايزيد، والآخر جم.
السلطان الثامن
السلطان بايزيد الثاني ابن السلطان محمد الفاتح
ولد عام 851 للهجرة، وجلس على سرير السلطنة في سن 35 من عمره، أي عام 886، وذلك عقيب موت والده الطيب الذكر، فنازعه أخوه جم على السلطنة بدعوى أنه ولد عام 801 قبل جلوس والده على كرسي الملك بسبع سنين؛ ولذلك يعتبر كأحد الرعايا، ومن ثم جرد فرقة من الجنود وساقها إلى نواحي بورصة، فالتقى بألفي مقاتل من أليكشارية أخيه السلطان بايزيد، فاشتبك معهم في موقعة دموية انجلت عن فوزه وانتصاره، ودخل المدينة فنودي به سلطانا عليها، وأمر الخطباء بأن يخطبوا في الجوامع باسمه. فلما علم السلطان بايزيد بذلك ألف جنوده، ونزل معهم بذاته إلى ساحات الحرب، فالتقى بعساكر أخيه في سهل يكي شهر، وبعد أن ناهضهم طويلا هزمهم شر هزيمة. وإذ كان جم راكضا مهزوما التقى بجماعة من التركمان فسلبوا منه ثيابه، وجردوه من سلاحه، فاستعار ثوبا من وزيره، وسار إلى مصر، وعندما وصلها تلقاه جركس قايد بك بكل اعتبار وأكرم وفادته.
ثم بعد أن مكث في مصر أربعة شهور ذهب لتأدية فريضة الحج الشريف، وغب عودته عاد لمنازعة أخيه، فأرسل أخوه يقول له: بما أنك اليوم قد قمت بواجباتك الدينية في الحج، فلماذا تسعى إلى الأمور الدنيوية؟ ومن حيث إن الملك كان نصيبي بأمر الله، فلماذا تقاوم إرادة الله؟ فأجابه بقوله: هل من العدل أن تضطجع على مهد الراحة والنعيم، وتقضي أيامك بالرغد واللذات، وأنا أحرم من اللذة والراحة، وأضع رأسي على وسادة من الشوك؟ ثم جرد شرذمة من الجنود وناهض عساكر أخيه، فانكسر وهرب ثانية إلى مكان يدعى كاش إيلي. وإذ ذاك بعث إليه السلطان يعرض عليه الصلح، فقبل تحت شرط أن يعطيه بعض أقاليم في بلاد الأناضول، فأجابه السلطان: إن الخطبة لا يمكن تجزئتها إلى اثنتين، وعوض أن تصبغ قوائم جوادك وأطراف ردائك بدماء المسلمين، فالأجدر بك أن تذهب إلى مدينة القدس، وتقتنع بالمعيشة فيها من إيراداتك، ماذا وإلا يحل بك الويل والثبور. فحينئذ قام جم وتوجه إلى جزيرة رودس، فلاقاه الشفالرية الذين كانوا يتولونها، ونصبوا له جسرا مفروشا بالنسائج الثمينة من الشاطئ إلى المراكب ليخرج من البحر بحصانه، ولما خرج ساروا به إلى القصر الذي أعدوه له. ومذ بلغ السلطان بايزيد ذلك، أخطر حاكم رودس بقوله: إنه إذا أراد استمرار الصلح بينهما؛ فعليه أن يسلمه أخاه جم، فرفض حاكم رودس تسليمه، إنما خوفا من غضب السلطان أنزله في مركب أبحر به إلى مدينة نيس، من أعمال إيطاليا في ذلك الزمان، ثم انتقل منها إلى مدينة روسليون، من أعمال فرنسا على عهد الإمبراطور لويس، ثم طلبه البابا إينوشنسيوس من إمبراطور فرنسا؛ ليكون عنده رهنا حتى يأمن من إغارة العثمانيين على إيطاليا. وعلى عهد البابا إسكندر السادس توفي جم في مدينة نابولي مسموما.
وفي سنة 897 بعث السلطان بعمارة إلى أساكل بلاد الأرناءوط، وجرد عسكرا وسار به إلى تلك الأصقاع، وبينما كان مارا في طريق ضيق قابله رجل بهيئة درويش وهم أن يضربه بخنجره، فابتدره من كان حول السلطان بطعنة كانت القاضية، ومن ذاك العهد جرت العادة أن لا يقابل أحد السلطان بسلاحه.
وفي سنة 903 زحف على بولونيا، وأسر منها في موقعة واحدة عشرة آلاف أسير، وضبط بلاد الإرنبودوهرسك، وفي عام 1509م زلزلت الأرض زلزالها في القسطنطينية، فأخربت ألفا وسبعين بيتا، ومائة وتسعة جوامع، وجانبا عظيما من السراي الملوكية وأسوار المدينة، وعطلت مجاري المياه، وصعد البحر إلى البر فكانت أمواجه تتدفق فوق الأسوار. ولبثت تلك الزلزلة تحدث يوميا مدة 45 يوما، ولما أن سكنت جمع السلطان 15 ألفا من الفعلة وأمرهم بإصلاح ما هدم.
وفي سنة 918، سلم زمام الملك لابنه السلطان سليم، وتوفي وهو ذاهب إلى ديمتوقه، فنقل نعشه إلى إسلامبول حيث دفن بجوار جامعه الشريف.
Bilinmeyen sayfa