Dünyada Korsanlık Tarihi
تاريخ القرصنة في العالم
Türler
غير أن مونتيس حاول أن يسير - مستغلا جهل القائد الجديد - بالقرب من الشاطئ المكسيكي أولا، ثم جزر الباهاما بعد ذلك، على أمل مقابلة أية سفينة حربية. كان الزنوج - الذين لم تكن لديهم أدنى معرفة بالملاحة - يتطلعون من يوم لآخر إلى شاطئ أوطانهم، حيث تنتظرهم الحرية.
ولما طالت الرحلة، أخذ الأفارقة يمرحون كالأطفال، فأخرجوا من الصناديق الملابس النسائية، التي أحضرها رويس لأسرته، وبعد جدل طويل بينهم، اقتسموها فيما بينهم، وعلى أنغام الآلات الموسيقية التي اشتراها رويس، أخذوا يرقصون رقصاتهم الأفريقية الصاخبة. وها هو السنيور رويس يراقب في فزع كيف صنع أحد المتمردين من أوتار آلة الهارب عقدا لابنته . انقضى الوقت، وأوشك الطعام والماء على الانقضاء، عندما اقتربت السفينة من جزر الباهاما، أرسل سينكس إلى الشاطئ قاربا عليه ثلاثة أفراد، استطاعوا على مدى عدد من الرحلات جيئة وذهابا، أن يأخذوا احتياطيا كبيرا من الماء، وفي الطريق أيضا قابلوا إحدى السفن طلب منه مونتيس - بناء على أوامر سينكس - أن تمدهم بالمواد الغذائية التي دفع المتمردون ثمنها من النقود الإسبانية المنهوبة. وكان سينكس إبان إجراء هذه الصفقات، يخفي مواطنيه في سجن السفينة، على أن الفضول لديهم كان أقوى من الخطر نفسه، فكان بحارة السفن التي قابلتهم ينظرون بدهشة بالغة إلى هذه الرءوس السوداء من أركان «أمستاد»، وقد تغطت بالقبعات الملونة الغريبة، لم يكن مونتيس يعود كثيرا على المساعدة، إذ كان يدرك تماما أن كلمة واحدة تقال بغير حرص، قد يدفعها ثمنها هو ورويس حياتهما.
أبحرت «أمستاد» ببطء باتجاه الشمال بمحاذاة الشاطئ الأمريكي، وعندما لاحظ سينكس أن الأرض تقع غربا أدرك أن مونتيس خدعه، عندئذ قرر أن يستأجر بما بقي لديه من نقود ملاحا يمكن أن يقود السفينة إلى شواطئ أفريقيا.
عندما اقتربت «أمستاد» من جديد من ساحل الولايات المتحدة الأمريكية، أرسل سينكس إلى الشاطئ رجلا ممن يثق فيهم، ويدعى كاتاهوم عده من الأذكياء، وأوكل إليه مهمة استئجار أحد الملاحين. على أن كاتاهوم، الذي لم يكن يعرف لغة السكان البيض، لم ينجح في مهمته، وقد أحدث نزول كاتاهوم هو ورفاقه إلى الشاطئ هرجا في إحدى القرى الأمريكية، حيث سارع السكان لدى رؤيتهم لهؤلاء الناس الذين يرتدون الملابس الغريبة، إلى إغلاق مساكنهم بالمزاليج، وإغلاق النوافذ كذلك، بل إن المزارعين أخذوا في إطلاق النار على هؤلاء العبيد، وهم في طريق عودتهم إلى السفينة.
مرة أخرى يكرر كاتاهوم المحاولة، فينزل إلى الشاطئ ويلتقي بمزارع سلبت لبه العملات الذهبية، فأخذ يتفاهم من خلال إشارات، مع مبعوثي سينكس. وافق المزارع دون تردد على بيع كلبين لهم، ولما أدهشه الثمن الذي دفعوه، أعطاهم بالإضافة إلى ذلك بندقيته القديمة.
وكان من الممكن أن تثمر الجولة الثانية لكاتاهوم إلى الشاطئ ، لولا أن الظروف قد تغيرت، فبالقرب من مصب نهر صغير يسمى كولودين، قابل الأفارقة اثنين من الأمريكيين خبراء في الملاحة، يعرفون الطريق جيدا إلى أفريقيا، ما إن شاهدا الصندوق بالذهب، حتى دخلوا في مفاوضات مع العبيد، لكن السفينة الحربية «واشنطن» كانت قد دخلت إلى الأحداث.
ظهر سينكس - الذي كان قد نجح في الاختفاء في سجن السفينة من بحارة «واشنطن» - عند مؤخرة السفينة. كان خصره محاطا بحزام عريض وسميك، ويبدو أن الرجل كان قد أعد العدة لمثل هذه الظروف، فقد قام بخياطة العملات الذهبية في حزامه. قفز سينكس إلى الماء، مستغلا الارتباك الذي حدث، وطفق يسبح باتجاه الشاطئ، بينما أخذ الجنود يرشقونه برصاصهم، لكن هذا السباح الماهر استطاع أن يتفادى الطلقات. عندئذ لم يكن هناك من بد سوى اشتراك «واشنطن» في المطاردة، وعلى الفور تم القبض عليه، على أنه كان قد نجح في فك الحزام عن خصره، وأغرق الذهب في البحر، حتى لا يقع في أيدي مطارديه.
جرى عزل سينكس عن باقي العبيد، تجنبا لتمرد جديد، ثم نقل إلى السفينة «واشنطن» تحت الحراسة. أصبح الزنوج في موقف لا يحسدون عليه. كان من حق قبطان السفينة الحربية - طبقا للقوانين المعمول بها آنذاك - أن يقوم بإعدام جميع القراصنة الذين تم القبض عليهم على الصاري دون محاكمة، لكن القبطان لم يفعل هذا تحسبا للرأي العام، الذي كان شديد الاهتمام بقضية العبيد المتمردين الشهيرة، ومن ثم جرى إرسال الأفارقة إلى سجن في نيو لندن.
كان لموقف سينكس البطولي أثره في إكسابه العديد من الأصدقاء، بل والاحترام، حتى في صفوف أعدائه. وعلى الرغم من روح التعاطف التي سادت المجتمع الأمريكي تجاه قضية سينكس، فإن الهيئات القضائية في الولايات المتحدة الأمريكية لم يكن بنيتها أن تدفن القضية، فقد تم إعدام سينكس شنقا هو وثلاثة من رفاقه، على أن اسم جوزيف سينكس أحد أول المناضلين في سبيل تحرير الزنوج الأمريكيين قد بقي في ذاكرة محبي الحرية، وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية.
أما فيما يخص القرصنة عند سواحل أمريكا الشمالية، فقد تم اجتثاثها نهائيا في منتصف القرن التاسع عشر.
Bilinmeyen sayfa