Dünyada Korsanlık Tarihi
تاريخ القرصنة في العالم
Türler
قرصان رغم أنفه
تعود أحداث هذا التاريخ إلى شهر أبريل عام 1821م، عندما التحق المدعو أهارون سميث بالعمل على السفينة «زيفير» التي كانت متجهة من كنجستون في جاميكا إلى إنجلترا بوصفه ضابطا أول، وكان القبطان لومسدن على رأس هذه السفينة.
بعد خمسة أيام قضتها السفينة في البحر، إذ بركابها يلاحظون - وهم عند رأس أنطونيو جنوب الساحل الكوبي - سفينة شراعية مشبوهة تظهر في الأفق، اتضح لهم بعد ذلك أنها سفينة قراصنة، لم تجد كل أشكال المقاومة التي أبدتها «زيفير» نفعا، وكان هروبها ضربا من المستحيل، فاستسلم القبطان لومسدن على الفور. قام القراصنة بنقل كل ما وجدوه على السفينة من نفائس إلى سفينتهم، ثم سمحوا للومسدن بمواصلة رحلته، إلا أنهم احتجزوا أهارون سميث، وأمروه بأن يقود سفينتهم إلى ريوميدياس في كوبا.
وفي نفس اليوم وصلوا إلى المكان المحدد، حيث شاهد العديد من القوارب والأطواف التي خرجت لاستقبال القراصنة.
يصف سميث هذا اللقاء بقوله: «أخبرني القبطان أنه ينتظر ضيوفا قادمين من البر؛ اثنين أو ثلاثة من الموظفين وعائلاتهم، وكذلك عددا من القساوسة»، ثم أضاف قائلا: «إنك سترى عددا كبيرا من الفتيات الإسبانيات الجميلات»، سألته وقد تملكتني الدهشة عما إذا كان غير خائف من وجود هؤلاء الموظفين. فانفجر القبطان ضاحكا، وقال لي: «إنك على ما يبدو لست عليما بعادات الإسبان، إن بضع هدايا صغيرة كفيلة بأن تكسبك صداقة الموظفين.» ثم فسر لي أنه بفضل هؤلاء بالذات سوف يعرف كل ما يحدث في هافانا، وأنه سوف يتلقى في حينه المعلومات اللازمة حول الأعمال الموجهة ضده حتى يبقى على حذر.
عندما وصلت القوارب والأطواف إلى سفينة القراصنة، استقبلها الطاقم بحفاوة بالغة، وكان هناك اثنان من الموظفين، وقس، وعدد من النساء، وكان مما زاد من دهشة سميث، هو هذه التهاني الحارة التي قدموها للقبطان على ما حققه من نجاح بكل كياسة ولطف، قدم الكابتن ضابطه سميث إلى ضيوفه، بوصفه الرئيس الجديد للبحارة. بعد ذلك نزل الجميع إلى القمرة صحبة ليشربوا نخب القبطان وأصحابه البواسل. وبعد أن تناولوا الأنخاب، اقترحت إحدى السيدات الرقص، فوافق الرجال على ذلك بسرور بالغ، وقامت إحدى الشابات، وتدعى سيرافينا بدعوة سميث إلى الرقص، وأكدت له تعاطفها معه، ووعدت بأن تقنع أباها الموظف أن تحصل له على حريته من القبطان.
وفي الصباح الباكر، أخذ الضيوف يتهيئون للعودة إلى الشاطئ، فأحضر القبطان لهم الهدايا التي كان قد سبق له إعدادها، وكان أول الهدايا عبارة عن صندوق - كان سابقا ملكا لسميث - يحتوي على أقمشة وحرائر، سلمها للقس الذي فرح بها، وأعلن للقبطان أن باستطاعته أن يعتمد دائما على صلواته! ولم يغادر أحد من الضيوف بخفي حنين.
عند الظهيرة تقريبا أحاطت السفينة قوارب وأطواف الكوبيين الراغبين في الحصول على بضائع القراصنة، وكان أول المشترين الذين صعدوا على ظهر السفينة هي سيرافينا وأبوها. أخبرت سيرافينا أهارون - بعد أن انتحت به جانبا - أن أمها ترغب في أن تراه بشدة، وأنها ستبذل جهدها للحصول على تصريح له بالنزول إلى الشاطئ. في هذه الأثناء بدأت حركة البيع على السفينة، وكان أهارون سميث مكلفا بمراقبة الموازين التي يوزن عليها البن للمشترين؛ إذ لم يكن هناك أحد من البحارة يعرف كيفية استخدامها، بعد ذلك تم إعداد غذاء فاخر، وطلب القبطان - الذي كان يتحدث الإنجليزية قليلا - من سميث أن يقوم بإعداد أي كوكتيل قوي على الطريقة الإنجليزية، وما إن لعبت الخمر برءوس جميع المشترين، حتى بدأ القبطان المرحلة الثانية من عملية البيع، فعرض الملابس المسروقة من السفينة «زيفير».
لقد نجح سميث بجدارة في مهمته، فقد احتوت كئوس الضيوف على خليط من النبيذ، والروم، والفودكا،
8
Bilinmeyen sayfa