Dünyada Korsanlık Tarihi
تاريخ القرصنة في العالم
Türler
كان من المتبع بعد تسليم العبيد في الميناء أن يسجنوا في سراديب واسعة، ثم يجري بعد ذلك تسجيلهم واستخراجهم واستجوابهم بواسطة مترجمين، ثم تصنيفهم وكتابة الاسم والكنية والجنسية والمهنة إلى آخر هذه البيانات. وكان الذين لهم أقارب أغنياء قادرون على دفع فدية كبيرة يوضعون بمفردهم، أما الآخرون فيرسلون إلى بيسيستان، وكان يعد آنذاك أكبر سوق للعبيد؛ حيث يعرضون هناك للبيع.
كان بعض الأسرى المسيحيين يعاملون معاملة قاسية، لكن هذه الحالات كانت نادرة للغاية، إذا استثنينا بالطبع إرسال الأسرى إلى الأعمال الاجتماعية والشاقة. كان السادة من الأتراك والمغاربة يعاملون عبيدهم في الغالب ببساطة كما يعاملون الماشية، معتبرين أنهم كلما أحسنوا تغذيتهم ومعاملتهم، كان هؤلاء أكثر إنتاجية لهم في العمل. كان هؤلاء المسلمون يتميزون كثيرا عن المسيحيين الذين كانوا يعاملون عبيدهم من المسلمين معاملتهم للمرتدين، أما ما كان يعنيه هذا الأمر إبان عصر التفتيش؛ فالأمر لا يحتاج إلى تفسير.
كان المغاربة يقدرون أصحاب الحرف والفنانين والأطباء تقديرا رفيعا، وكانوا كثيرا ما يعيدون العبيد إلى حريتهم، وقد اختلط الكثير من هؤلاء بالسكان، وتزوجوا منهم، واعتنق بعضهم الإسلام، وارتدوا العمائم، وذهبوا للعمل كقراصنة.
أما فيما يتعلق بالأسيرات المسيحيات؛ فالشابات والجميلات منهن أرسلن إلى الحريم، بيما جرى استخدام كبار السن وغير الجميلات في الأعمال المنزلية.
بقي بعد ذلك الأسرى الذين أرسلوا للعمل على السفن، وهؤلاء كانوا على موعد مع مصير مأساوي؛ فقد اختير لهذا الغرض رجال ممن كانوا يتمتعون بقوة جسدية، فكان يتم تقييدهم إلى سطح السفينة عند مكان المجداف، وكان طعامهم يتكون من الخبز الجاف، وأحيانا من العصيدة، ولم يكن يقدم لهم أي مشروب سوى الماء مضافا إليه قليل من الخل وزيت الزيتون، وعلى امتداد صفوف المجدفين كان هناك نفر من الملاحظين يمشون جيئة وذهابا يحثونهم على العمل بالكرابيج.
لعل أشهر من وقعوا في أسر القراصنة في التاريخ - عدا يوليوس قيصر - هو الكاتب الإسباني الشهير ميجل سرفانتيس الذي اشترك في المعركة التي دارت بالقرب من ميناء ليبانتو؛ ففي العشرين من سبتمبر عام 1575م، وقع سرفانتيس هو وأخوه في أيدي القراصنة البربر أثناء عودتهما من نابولي في طريقهما إلى إسبانيا. وفي الجزائر جرى بيعه لأحد اليونانيين المرتدين، والذي وجد معه عند تفتيشه خطاب توصية من خوان النمسوي، عندئذ أسرع اليوناني بمطالبة الأخير بفدية كبيرة مقابل إطلاق سراح أسيره.
في الوقت نفسه كان سرفانتيس مقيدا في الأصفاد، لا طاقة له بتحمل مشاق الحبس والمعاملة القاسية، ومن ثم فقد بدأ يفكر في الهرب، لكن كل محاولاته باءت بالفشل، بل وفرضت عليه رقابة أشد.
ذات مرة نجح سرفانتيس في الاتصال بأخيه الذي أدى أبوه الفدية، وعندما حضرت السفينة لأخذه تسلل سرفانتيس سرا إليها، لكن أمره افتضح. تحمل سرفانتيس عاقبة فعلته وحده، ولم يشأ أن يشي إطلاقا بمن يسر له أمر الهرب، على الرغم مما تعرض له من صنوف العذاب. لم يستطع حسن نائب الملك والمشهور بقسوته، أن يجبر سرفانتيس على الوشاية بشركائه في المؤامرة إلى حد أن إصرار هذا الأسير أصبح موضع إعجاب حسن نفسه الذي دفع عنه الفدية لليوناني. سعى سرفانتيس مرة أخرى للهرب لكن أحد الدومينيكانيين خانه، وأخيرا وبعد مرور ما يزيد عن أربع سنوات وصلت الفدية. أطلق سراح سرفانتيس في شهر سبتمبر من عام 1580م، وكان يبلغ من العمر - آنذاك - ثلاثين عاما. كتب سرفانتيس إنتاجه الشهير عندما بلغ من العمر ستة خمسين عاما، وقد عانى في هذه السن أيضا مرارة السجن مرة أخرى.
كان الوقوع في أسر القراصنة كابوسا حقيقيا بالنسبة لسكان السواحل الأوروبية، وقد حاولت الدول بكل الطرق أن تخفف من وقعه؛ ففي عام 1624م أعلن مجلس اللوردات الإنجليزي الاكتتاب من أجل جمع فدية الأسرى الإنجليز. بعد ذلك بمائة عام خصص المدعو توماس بيتون جزءا كبيرا من ثروته لهذا الغرض.
في القرن الثاني عشر تأسست أول منظمة في أوروبا، كانت مهمتها افتداء الأسرى وإطلاق سراح المساجين تحت اسم جمعية الثالوث المقدس. كان مؤسسها هو القديس يوحنا من متا، وقد افتدت الجمعية خلال العام الأول من نشاطها ستة وثمانين أسيرا في السجون المغربية. وقد قام القساوسة الأتقياء بجلابيبهم البيضاء، تزينها على الصدور صلبان حمراء وزرقاء، بإجراء مفاوضات خطيرة مع القراصنة؛ إذ إنهم أنفسهم - ولا عجب - كثيرا ما كانوا يقعون في الأسر.
Bilinmeyen sayfa