Dünyada Korsanlık Tarihi
تاريخ القرصنة في العالم
Türler
حيث يوجد القاضي الروماني لآسيا الصغرى.
عرف قيصر بمجرد وصوله إلى بيرجام أن القاضي يقوم بجولة يتفقد فيها المناطق الواقعة تحت إمرته، الأمر الذي اغتم له قيصر كثيرا؛ إذ إن هذا القاضي كان هو الموظف الروماني الوحيد في الإقليم الذي كانت له صلاحيات إصدار أحكام الإعدام، ومن ثم أمر قيصر بحبس القراصنة وتكبيلهم بالأصفاد وإيداعهم حصن المدينة. أما هو فاتخذ طريقه بحثا عن القاضي، حتى يتمكن من الوفاء بوعده الذي قطعه على نفسه أمام القراصنة.
في نهاية المطاف وجد قيصر القاضي، لكن الإحباط كان حليفه؛ إذ إن هذا الموظف لم يكن لديه أي ميل لأن ينزل بلصوص البحر عقابا قاسيا، عندئذ لم يكن أمام قيصر سوى اللجوء للحيلة في محاولة لإقناعه بأن يوكل مساعده، ليقوم بإدانة القراصنة، غير أن القاضي لم يتزحزح عن رأيه قيد أنملة.
ولم هذه العجلة؟ ما إن أعود إلى بيرجان حتى أبحث أمر عقد محاكمة لهم، ولست أرى في مثل هذه الحالة ضرورة لاتخاذ إجراءات قاسية للعقوبة. سوف يدفع تجار إقليمي الفدية للقراصنة، وفي المقابل لن يقوم القراصنة بالإغارة على سفنهم.
ولكن الأمر على هذا النحو يكون بمثابة صفقة مع اللصوص. هكذا صاح قيصر باستياء، بينما أجاب القاضي بهدوء: نعم، إنها كذلك، لكن الحرب معهم تكلف أكثر.
قال قيصر بإصرار: وكيف سيكون الأمر مع هيبة الدولة؟
عندها أعلن القاضي قائلا: تستطيع الدولة من أجل حفظ السلام والرخاء، أن تسوي بعض المنازعات بالطرق الدبلوماسية، دون أن ينتقص هذا شيئا من هيبتها.
لم يجد التفسير الذي طرحه القاضي ترحيبا من قيصر، الذي بدأ يشك في أن القراصنة قد اشتروا هذا القاضي، وأن هذا الأمر أصبح سمة مميزة لأصحاب المقامات الرفيعة من الرومان. ودع يوليوس قيصر القاضي بعد أن تأكد من فشل مساعيه، وأسرع عائدا إلى المدينة. لقد قرر أن يضع الموظف الروماني أمام الأمر الواقع عليه، أعلن قيصر أنه تلقى تفويضا خاصا من الديكتاتور نفسه بتنفيذ حكم الإعدام، كانت خطوة غير عادية محفوفة بالمخاطر، وكان من الممكن أن تكلفه حياته.
بناء على أمر النبيل الروماني تم إعدام جميع القراصنة الثلاثمائة والخمسين. أما الثلاثون رئيسا فقد جرى صلبهم. وقد ظهر قيصر نفسه في المكان الذي جرت فيه مراسم الإعدام، ليلقي مرة أخرى وأخيرة خطابا أمام جمهوره من القراصنة، بدأه بقوله: لقد قررت أن أكون متسامحا معكم للمعاملة الطيبة التي أبديتموها نحوي إبان أسري، لقد راودني إحساس كريه بأنكم سوف تعتبرونني - وأنتم تفارقون الحياة - إنسانا قاسيا؛ ولهذا قررت إعدامكم قبل صلبكم.
انتهى الإعدام، وواصل قيصر رحلته إلى جزيرة رودس، وكأن شيئا لم يكن، ونجح في الالتحاق في الوقت المناسب بمدرسة البلاغة العظيمة التي أنشأها أبولوني.
Bilinmeyen sayfa