Dünyada Korsanlık Tarihi
تاريخ القرصنة في العالم
Türler
وطبقا لشروط الاتفاق المعقود مع هذه الدول يحصل القرصان على الممتلكات، التي يستولي عليها من الدولة المعادية كلها، أو على جزء منها باعتبارها مكافأة له على ما قام به.
كانت المرة الأولى التي طرح فيها الاقتراح بإلغاء هذا النوع من القرصنة في عام 1792م في الجمعية العمومية لفرنسا، ثم جرى حظرها نهائيا في معاهدة باريس المعقودة عام 1856م، كما سبق وأشرنا (لم تعترف الولايات المتحدة الأمريكية بهذا الحظر سوى عام 1909م).
وجاء الخلط في الاستخدام الشائع للمعنيين؛ لأن القرصنة الفدائية كانت كثيرا ما تتحول إلى القرصنة في شكلها التقليدي. وفي الوقت نفسه جرى استخدام القرصنة لتبرير النهب البحري، وعلى سبيل المثال: فقد حصل أحد القراصنة الكبار، وكان يعمل في منطقة البحر الكاريبي، وعلى إحدى القلاع الكبرى للقرصنة في الماضي، على شهادة القرصنة من محافظ وست إنديا، وكان دنماركيا مقابل مبلغ ضخم من المال (جدير بالذكر هنا أن هذا المحافظ كان قرصانا سابقا)، ولم يفهم القرصان نص الوثيقة التي أعطيت له والمكتوبة باللغة الدنماركية، وقد اتضح فيما بعد أن هذه الوثيقة لم تكن تسمح إلا ... «باصطياد الخنازير في جزر الأرخبيل الدنماركي!»
كانت أطقم سفن القراصنة الفدائيين عادة ما تذهب لحال سبيلها بعد نهاية الحرب، على أنه في حالات كثيرة كان هؤلاء اللصوص الذين استمرءوا الكسب السهل والحياة الرغدة، يرفضون التخلي عن هذا الأسلوب في المعيشة، ومن ثم يتحولون إلى قراصنة دائمين.
كانت هناك أيضا مصادر أخرى للقرصنة، وما القرصنة إلا النتاج الحتمي لكل التكوينات الاجتماعية الاقتصادية في المجتمع الاستغلالي. ولقد وجدت أكثر العناصر الشجاعة والمغامرة الفرصة دائما لتجنيد أطقم السفن، والاستيلاء على الأساطيل، وأحيانا تكوين مجتمعات كاملة للقرصنة. ولقد جرى تجنيد القراصنة من بين العبيد الهاربين، أو من الفلاحين الأقنان،
8
أو البحارين العاطلين، والعسكريين الفارين من الخدمة. ويمكن أن نضيف إلى هؤلاء الأشخاص المطاردين بسبب قناعاتهم الدينية والسياسية، أو لتصورات أخرى. ومن هنا يمكن أن ندرك أسباب تنوع أنماط القراصنة الذين عرفناهم جيدا بفضل الكتب والأفلام السينمائة والتليفزيونية.
وقد امتدت جذور القرصنة إلى الأعماق مع وجود النظام الاستعماري، لما في هذا النظام من طابع استغلالي قاس للشعوب المستعبدة؛ فإن بعض الشعوب التي وقعت تحت نير المستعمرين الأوروبيين، رأت في القرصنة واحدة من أفضل أشكال حركات الكفاح في سبيل التحرر الوطني. ولعلنا لهذا السبب نكتشف أحيانا بين هذا الحشد الهائل من المذابح الدموية القاسية تارة هنا وتارة هناك، وجها مضيئا للمصلح الرومانسي الذي يقاتل ضد قوى العالم بأسره من أجل العدالة الاجتماعية.
وإن بإمكاننا أن نكتشف أيضا في سياق تطور القرصنة بعض القوانين التي تتكرر بغض النظر عن أماكن ظهورها؛ ففي مرحلة ما قبل ظهور بؤر للقرصنة، اقتصر الأمر على بعض السفن التي قام باختطافها، أو سرقتها طاقم متمرد يعمل مخاطرا بنفسه، وبمرور الوقت اتحدت هذه السفن في شكل أشد قوة وأدق تنظيما، ثم نشأت الأساطيل ذات القيادة الموحدة، ونظرا لنمو القوى في المرحلة التالية من تطورها، تحول هذا الشكل من التنظيم إلى قرصنة الدول التي تمتلك أرضا خاصة عليها سكان دائمون، يخضعون لسلطان القراصنة.
وتعرضت القرصنة على مدى تاريخها الطويل لفترات من الصعود والانهيار، وكان لغياب التعاون الدولي الضروري في النضال ضد هذه الظاهرة (ناهيك عن الاعتراض الشكلي بأن القراصنة هم «أعداء البشرية») قد ساعد على الوجود المستمر الطويل للنهب البحري على نطاق كبير. إن القرصنة لم تنته من عالمنا كلية حتى الآن، لتصبح ماضيا، إنها ما تزال تزدهر أمام أعيننا متخذة لنفسها أشكالا جديدة، مستخدمة إنجازات التكنولوجيا، مستمرة في تهديد النظام الاجتماعي والأمن، وفي هذه الظروف؛ فإن من الأسباب ما يبرر الخوف من أن تخرج القرصنة من الإنسان إلى الفضاء الخارجي، لتمد أذرعها فيه بشكل جديد من الأشكال.
Bilinmeyen sayfa