Dünyada Korsanlık Tarihi
تاريخ القرصنة في العالم
Türler
في نيويورك نجح طياران آخران في الصعود إلى الطائرة، ليتبادلا العمل مع الطاقم الذي أرهقه الطيران المتواصل لمدة ثماني ساعات. وتحت تهديد القرصان عادت الطائرة، لتحلق في الجو دون أن يتم تموينها بالوقود. لم يستطع قناصة مكتب التحقيق الفيدرالي، الذين ظلوا راقدين ساعة بأكملها وسط الحشائش المحيطة بالمطار، من إطلاق الرصاص لو لاحت لهم رأس القرصان من النافذة. هؤلاء كانت لديهم الأوامر بإطلاق الرصاص دون أدنى خطأ، على أن الفرصة لم تتح لهم.
كان الهبوط التالي للطائرة في مطار بنجور (ولاية مينسوتا)، حيث أصدر مينيكيللو أوامره بتزويد «البوينج» بالوقود، استعدادا لعبور المحيط الأطلنطي. بعد خمس ساعات، وفي تمام الواحدة والنصف بعد منتصف الليل، هبطت الطائرة في مطار شانون (أيرلندا). لم يستغرق توقف الطائرة وقتا طويلا، فسرعان ما عادت للتحليق من جديد لمدة أربع ساعات أخرى، لتصل في الرابعة والنصف صباح أول نوفمبر عام 1969م إلى مطار ليوناردو دفنشي في روما. هكذا تم تسجيل الرقم القياسي العالمي لأطول رحلة تقطعها طائرة مختطفة، وقد بلغت المسافة أحد عشر ألف كيلو متر.
قام مينيكيللو بالاتصال لاسلكيا بالشرطة الإيطالية قبل هبوطه في مطار روما، وطلب أن يرسلوا له سيارة. وصلت سيارة الشرطة إلى سلم الطائرة بالفعل، فاتصل مينيكيللو بقيادة غرفة العمليات، وأصدر أمره الدوري: على الضابط الجالس خلف مقود القيادة في السيارة الصعود إلى الطائرة مجردا من السلاح، وقد تم تنفيذ هذا الأمر فورا. وما هي إلا عشر دقائق حتى ظهر بالقرب من الطائرة نائب مدير شرطة روما، وكان يرتدي سترة شاويش خصيصا لهذه الحادثة، ثم هبط وراءه القرصان وفي يده مدفعه الرشاش. جلس الضابط إلى مقود السيارة بينما جلس القرصان في المقعد الخلفي، وقد صوب فوهة مدفعه إلى مؤخرة رأس السائق. سرعان ما انطلقت «ألفا-روميو» القديمة لتغادر المطار تتبعها على مقربة سيارتا الشرطة، ولما كان قرصان الجو مدركا أنه مطارد، فقد أصدر أمرا للسائق أن يسير في خطوط متعرجة في ضواحي روما، ثم يتخذ مساره في اتجاه نابولي. وعندما أصبحا في مكان ناء خال من الناس، قفز مينيكيللو من السيارة، وانطلق يعدو عبر الحقول، وفي أثره انطلقت الشرطة الإيطالية تطارده.
نجحت كلاب الشرطة بعد أربع ساعات من العثور على قرصان الجو مختبئا في إحدى الكنائس، وقد استبدل ملابسه بعد أن ألقى سلاحه في إحدى الغابات القريبة. اقتيد مينيكيللو إلى روما، وأودع السجون، وقد أطلق عليه اسم «ريجينا تشيليس» (ملكة السموات). وهكذا انتهى المطاف بالمختطف وراء القضبان، وأعيدت الطائرة إلى أصحابها الشرعيين.
اهتمت الصحافة والرأي العام بحياة قرصان الجو الذي تبين أن اسمه «رافاييلي مينيكيللو»، أمريكي الجنسية من أصل إيطالي، اختار هذه الطريقة الغريبة، ليحقق حلمه في العودة إلى وطنه، وكان أبوه المريض قد رحل عائدا إلى مسقط رأسه في مدينة نابولي منذ عدة أعوام خلت.
لم يكن رافاييلي قد تجاوز العشرين عاما، وهو يحلق على متن الطائرة المختطفة عبر المحيط الأطلنطي، كان شابا مبتسما محبا للحياة، وصل إلى الولايات المتحدة الأمريكية قادما من إيطاليا، وكان يبلغ من العمر آنذاك أربعة عشر ربيعا، وعلى الفور التحق بالمدرسة. تطوع رافاييلي للخدمة في البحرية الأمريكية قبل ما يزيد عن العام من قيامه باختطاف الطائرة، وكان قد خدم لمدة عام كامل في فيتنام في منطقة منزوعة السلاح، دارت فيها معارك حربية شرسة. حصل رافاييلي على رتبة عريف، وكذلك على عدد من المكافآت العسكرية، وقد تعلم كيف يقتل بالمسدس والبندقية والخنجر، وأيضا باليد الخالية من أي سلاح، وبعد أن عاد إلى الولايات المتحدة قام بسرقة مخزن حربي، وفي محاولة منه للهروب من العقوبة استطاع الحصول على السلاح، ثم قام باختطاف الطائرة التي حلق بها عبر المحيط، ليهبط في أوروبا، وقد رفض القضاء الإيطالي تسليم مينيكيللو، وقرر معاقبته في وطنه.
في الفترة من مساء السابع عشر إلى صباح الثامن عشر من مارس عام 1970م، وقعت حادثة اختطاف لإحدى الطائرات العاملة على الخطوط الجوية الداخلية في الولايات المتحدة الأمريكية، كان لها عواقب وخيمة فاقت الحادثة السالفة الذكر.
إبان مراجعة تذاكر السفر على الطائرة «دي سي-9»، وكانت قد اقتربت من الهبوط في مطار بوسطن قادمة من نيويورك، وعلى متنها ثلاثة وسبعون راكبا؛ إذا بالمدعو ديفيفو يبلغ المضيفة بأنه لا يملك نقودا لمواصلة رحلته، وطلب من قائد الطائرة تغيير وجهتها. كانت الطائرة تستعد للهبوط في مطار بوسطن، ومن ثم فقد رفض الطيار مطالب قرصان الجو، فما كان من الأخير إلا أن أخرج من جيبه مسدسا، وأطلق الرصاص على الطيارين، فقتل واحدا، وأصاب الآخر بجرح بالغ في كتفه. على الرغم من إصابة الطيار فقد تحامل على نفسه، ونجح في الهبوط بالطائرة، حاول القرصان أن ينهي حياته منتحرا، فأطلق على صدره الرصاص.
على الرغم من أن حوادث اختطاف الطائرات أصبحت يوما بعد الآخر من الحوادث المألوفة، فإن قليلا منها كان بهذا القدر من الإثارة، مثلما حدث في أول حادثة لاختطاف طائرة يابانية في ربيع عام 1970م. يعد هذا الحادث أحد الحوادث الفريدة في تاريخ القرصنة الجوية، وكانت له عواقب غير متوقعة، وإن بدا الأمر من أوله عاديا تماما.
في السابعة والنصف صباحا من آخر أيام شهر مارس عام 1970م بتوقيت طوكيو: اقتحمت مجموعة من الطلاب اليابانيين، ينتمون إلى منطقة سنجاكورين اليسارية الماوية غرفة الطيار الذي كان في طريقه من طوكيو إلى فوكو أوكا، وكانت الطائرة تحمل على متنها مائة وواحدا وثلاثين راكبا وطاقما من سبعة أفراد، وطلبوا منه التوجه إلى بيونج يانج عاصمة كوريا الشمالية. في الوقت نفسه قامت مجموعة من المختطفين ببث الذعر في قلوب المسافرين، مهددة بتفجير الطائرة لو حاول أحد منهم مغادرة مكانه، بل إن القراصنة قاموا بربط أيدي الرجال منهم بعد أن أوثقوهم إلى مقاعدهم، بلغ مجموعة القراصنة تسعة طلاب مسلحين. أبلغ الطيار المختطفين أن الوقود الذي لديه لن يكفي للوصول إلى كوريا الشمالية، عندئذ وافقوا على الهبوط في إيتادزوكي (جزيرة كوسو) للتزود بالوقود . نتيجة للمباحثات التي جرت إبان ساعات التوقف الخمس، سمح المختطفون لثلاثة وعشرين راكبا من المرضى والعجائز والنساء والأطفال بمغادرة الطائرة. ردا على ذلك وافقت قيادة الأسطول الجوي الياباني على مغادرة الطائرة المخطوفة للمطار والتوجه إلى كوريا.
Bilinmeyen sayfa