فَإِذا رجل قد رمقه النَّاس لطوله فَقَالَ أَيّكُم أبن عَم مُحَمَّد ﷺ قَالُوا أَي أبن عَمه قَالَ ذَلِك الَّذِي آمن بِهِ صَغِيرا فاتوا إِلَى عَليّ رض = قَالَ عَليّ مِمَّن الرجل قَالَ من الْيمن من بِلَاد حَضرمَوْت فَقَالَ أتعرف مَوضِع الاراك والسدرة الْحَمْرَاء الَّتِي يقطر من أوراقها مَاء فِي حَمْزَة الدَّم فَقَالَ الرجل كَأَنَّك سَأَلتنِي عَن قبر هود ﵇ فَقَالَ عَليّ عَنهُ سَأَلتك حَدثنِي فَقَالَ مضيت فِي أَيَّام شَبَابِي فِي عدَّة من شباب الْحَيّ نُرِيد قَبره فسرنا إِلَى جبل شامخ فِيهِ كهوف ومعنا رجل عَارِف بقبره حَتَّى دَخَلنَا كهفًا فَإِذا نَحن بحجرين عظيمين قد أطبق أَحدهمَا على الآخر وَبَينهمَا فُرْجَة يدخلهَا رجل نحيف وَكنت أَنا أنحفهم فَدخلت بَين الحجرين فسرت حَتَّى وصلت إِلَى فضاء وَاسع فَإِذا أَنا بسرير عَلَيْهِ ميت وَعَلِيهِ أكفان كَأَنَّهَا الْهوى فمسست بدنه فَكَانَ صلبًا وَإِذا هُوَ كَبِير الْعَينَيْنِ مقرون الحاجبين وَاسع الْجَبْهَة أسيل الخد طَوِيل الْحَيَّة وَإِذا عِنْد رَأسه حجر على شكل لوح مَكْتُوبًا عَلَيْهِ لَا إِلَه إِلَّا الله مُحَمَّد رَسُول الله ﴿وَقضى رَبك أَلا تعبدوا إِلَّا إِيَّاه وبالوالدين إحسانا﴾ أَنا هود بن الْجُلُود بن عَاد رَسُول الله إِلَى بني عَاد بن عوص بن سَام بن نوح جئتهم بالرسالة وَبقيت فيهم مُدَّة عمري فكذبوني فَأَخذهُم الله بِالرِّيحِ الْعَقِيم فَلم يبْق مِنْهُم أحد وَسَيَجِيءُ بعدِي صَالح بن كابوح فكذبه قومه فاخذتهم الصَّيْحَة فَقَالَ لَهُ على رض = صدقت هَكَذَا قبر هود على نَبينَا وَعَلِيهِ افضل الصَّلَاة وَالسَّلَام
ثمَّ ذكر الْقزْوِينِي أَن بهَا أَي بحضر موت بِئْر برهوت وَهِي الَّتِي قَالَ النَّبِي ﷺ أَن فِيهَا أَرْوَاح الْكفَّار وَالْمُنَافِقِينَ وَهِي بِئْر عَادِية قديمَة عميقة فِي فلاة وواد مظلم
وَعَن عَليّ رض = عَنهُ ابغض الْبِقَاع إِلَى الله تَعَالَى وَادي برهوت بحضر موت فِيهِ بِئْر مَاؤُهُ أسود منتن تاوى إِلَيْهِ أَرْوَاح الْكفَّار
وَذكر الْأَصْمَعِي عَن رجل حضرمي قَالَ أَنا نجد من نَاحيَة برهوت
1 / 64