.. حاشاك أَن تفنى الْمُلُوك وفودها ... وتردني يَا من عَلَيْهِ معولي
أبدا وصل على النَّبِي مُحَمَّد ... زين الْوُجُوه وَنور كل مهلل
وعَلى صحابته الْكِرَام وَآله ... أهل الْفَضَائِل والفخار الْأَكْمَل ...
وانما ذكرت هَاتين القصيدتين تيمنًا بِذكر من فيهمَا من أَوْلِيَاء الله تَعَالَى الَّذين تنزل الرَّحْمَة عِنْد ذكرهم لِئَلَّا يَخْلُو هَذَا الْكتاب عَن شَيْء من نفس هَذَا السَّيِّد الْعَظِيم وَالْوَلِيّ الْكَبِير عَارِف زَمَانه ذِي الْقدَم الراسخة فِي التصوف أعَاد الله علينا من بركاته فِي الدَّاريْنِ آمين وَمَا وقفت على تَارِيخ وَفَاته فَلهَذَا لم أترجم لَهُ بالاستقلال وَإِلَّا فَهُوَ جدير بذلك
وفيهَا توفّي الْفَقِيه الصَّالح الْعَلامَة جمال الدّين مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم المكدش بِفَتْح الْمِيم وَسُكُون الْكَاف وَكسر الدَّال الْمُهْملَة وَآخره شين مُعْجمَة فَقِيه اللامية ومفتيها ببلدة سامر وَكَانَ لَهُ بهَا مشْهد عَظِيم ﵀
قلت وَبَنُو المكدش هَؤُلَاءِ اخيار صَالِحُونَ شهر مِنْهُم جمَاعَة بِالْولَايَةِ التَّامَّة وَظُهُور الكرامات وقريتهم يُقَال لَهَا الآنفة وَهِي بِفَتْح الْهمزَة بعد الْألف وَاللَّام وَفتح النُّون وَالْفَاء أَيْضا وَآخره هَاء تَأْنِيث بِجِهَة وَادي سِهَام وَهِي مُجَللَة مَقْصُودَة الزِّيَارَة والتبرك ونسبهم فِي الغنميين وهم قَبيلَة من قبائل عك بن عدنان ومسكنهم فِيمَا بَين الوادى سِهَام والوادي سردد
وَمن مشاهيرهم يُوسُف بن أبي بكر المكدش كَانَ من كبار الْأَوْلِيَاء وَله كرامات خارقة ذكره الشرجي فِي الطَّبَقَات واثنى عَلَيْهِ وَذكر شَيْئا من أَحْوَاله وتاريخ وَفَاته لم اطلع عَلَيْهِ غير انه كَانَ معاصرًا لصاحبي عواجة الشَّيْخ الْحكمِي والفقيه البَجلِيّ وهما كَانَا على رَأس الستمائة وَمِنْهُم مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن أبي بكر بن يُوسُف المكدش وَكَانَ من كبار الصَّالِحين ذكره الشرجي أَيْضا فِي طبقاته وَحكى بعض كراماته وَكَانَت وَفَاته سنة ثَمَان وَتِسْعين وَسَبْعمائة
وفيهَا فِي يَوْم الثُّلَاثَاء الْحَادِي وَالْعِشْرين من شهر الْمحرم توفى
1 / 36