.. وَأطَال فِي ليل الْجَهَالَة ركضة ... حَتَّى إِذا صبح الْحَقِيقَة أسفرا
أضحى وَلَا عمل لَدَيْهِ وَلَا لَهُ ... امل يرجيه إِذا خطب عرا
الا تمسكه بحبك سَيِّدي ... فَهُوَ النجَاة لَهُ إِذا فَصمت عرا
فَعَلَيْك صلى الله مَا ودق هما ... وَعَلَيْك صلى الله مَا برق شرا
وَعَلَيْك سلم كلما حج الورى ... أَو أمك الزوار من أم الْقرى
وَكَذَلِكَ آلك وَالصَّحَابَة كلهم ... مَا أمك الْعَافُونَ أَو ركب سرى
أَو يمم السارون نَحْوك طلبا ... سهروا وَقد وافوك يلتمسوا الْكرَى
وفدوا وَقد حطوا بسوحك رحلهم ... فَقبلت زورتهم وفازوا بالقرى
يَا رب صل على الحبيب وَآله ... والصحب مَا صبح السَّعَادَة أسفرا
وَكَذَا السَّلَام عَلَيْهِ ثمَّ عَلَيْهِم ... كَرَّرَه مَا أحلى ثناه مكررا
لَا سِيمَا الصّديق ثَانِي اثْنَيْنِ من ... بِالصّدقِ والتصديق قد بهر الورى
وَكَذَلِكَ الْفَارُوق من أردى العدى ... وَالدّين نَالَ بعزه أوج الذرى
وكذاك ذُو النورين عُثْمَان الَّذِي ... يتنور الْمِحْرَاب مِنْهُ إِذا قرا
وَكَذَا أَبُو السبطين صنوا الْمُصْطَفى ... بعل البتول وَمن يُسمى حيدرا
وكذاك كل الْآل وَالْأَصْحَاب والأ ... زواج اكرم بِالْقَرَابَةِ معشرا
وكذاك تَابعهمْ وتابع تَابع ... بِالْخَيرِ يقفو الْأَثر حَتَّى المحشرا
يَا رب وَاخْتِمْ لي بِخَير انني ... متوسل بالمصطفى خير الورى ...
ولنرجع إِلَى مَا نَحن بصدده من التَّارِيخ فَنَقُول وَبِاللَّهِ التَّوْفِيق
فَفِي سنة احدى وَتِسْعمِائَة ٩٠١ هـ
توفّي الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن صَالح أَبُو زيد المكودي نسبا الفاسي الْمَكِّيّ شَارِح الاجرومية
وفيهَا عِنْد غرُوب الشَّمْس يَوْم الْأَحَد سَابِع عشر ذِي الْقعدَة
توفّي سُلْطَان الديار المصرية الْملك قايتباي الجركسي المحمودي الاشرفي ثمَّ الظَّاهِرِيّ وَصلي عَلَيْهِ يَوْم الِاثْنَيْنِ وَكَانَ لَهُ مشْهد عَظِيم وَلم يخلفه مثله فِي الجراكسة بل قيل إِنَّه لم يمْكث أحد فِي المملكة قدر مدَّته فَكَانَت قريب ثَلَاثِينَ سنة وَصلي عَلَيْهِ فِي الْمَسْجِد الثَّلَاثَة وَختم لَهُ فِيهَا بعدة ربعات أحد مُلُوك الديار المصرية وَالْحَادِي وَالْأَرْبَعُونَ من مُلُوك
1 / 15