Napolyon Bonaparte Tarihi
تاريخ نابوليون بونابرت: ١٧٦٩–١٨٢١
Türler
كان أول ما اهتم به أن يحمل مركز أعماله إلى الأديج،
6
وأن يوطد حصار مانتو، في ذلك الوقت كان الجيش الفرنسي لا يشتمل على أكثر من ثلاثين ألف رجل، ففكر في فيينا بأن ينجلي ورمسر عن شواطئ الرين، ويرسل إلى إيطاليا مع مدد من ثلاثين ألف رجل من خيرة الجند.
لم يكن نابوليون، من جهته ليجهل أن الحروب اليومية والمرض تنتهي بجعل جيشه، الذي أصبح ضعيفا، قليل العدد بالنسبة إلى الملكيين، بيد أنه لم يقف فترة عن مطالبة مجلس الشعب بإرسال عساكر جديدة إليه، وعن الإفاضة إليهم بأن جيش الرين قد عمل عملا عظيما برجوعه إلى العداوة مرة أخرى.
بعد موقعة لودي بأيام قلائل كتب نابوليون إلى كارنو يقول: «يخيل إلي أن ستنشب معركة على الرين، فإذا بقيت الهدنة لا يعتم أن ينسحق جيش إيطاليا، وتصبح الجمهورية مضطرة على التوجه إلى قلب البافيير أو النمسا المذهولة لتمضي معاهدة الصلح مع الثلاثة الجيوش المتحالفة.»
كان نابوليون مصيبا في طلب المساعدة لجيوش الرين وسامبري-موز التي وعد وعدا صريحا، عند رحيله من باريس، بأنه سينالها في منتصف نيسان، إلا أن هذه الجيوش لم تبدأ بالتحرك إلا في أواخر حزيران، عندما أتيح لورمسر أن يصل مع مدده إلى إيطاليا.
إن الذي طلبه القائد الفرنسي لم ينله بسهولة؛ فمجلس الشعب بقي أصم عن إلحاحه، إما عن تعذر وإما عن سوء طوية، وهكذا اضطر على الوقوف في وجه جيش مؤلف من مائة ألف مقاتل بجيش مؤلف من ثلاثين ألفا، إلا أن ذكاءه وحظه لا يتركانه في مثل هذا الموقف، فأخذ يتصور خطة للهجوم يستطيع بها أن يفرق الجيوش الثلاثة ويغير عليها واحدا بعد الآخر ، جاء النجاح الباهر محققا فكرة القائد الكبير، المعضود بالذكاء وبشجاعة القواد والعساكر الجمهوريين.
بينما كان ورمسر يعتقده محتلا أمام مانتو، أفلت هو من حصار هذه الجهة وزحف بسرعة البرق من بو إلى الأديج ومن شييسا إلى منسيو فكثر ونما، ورأى نفسه في الوقت نفسه مستقبلا جميع الأقسام العدوة، فقاتلها، وبددها، وقضى عليها في حروب متتالية سميت «موقعة الأيام الخمسة»، جرى كل ذلك في سالو، ولونادو، وكاستيكليون وهي أتلف تلك المواقع، جاء في خلاصة هذه الموقعة العجيبة، التي كتبها القائد المنتصر في ساحة الحرب وأرسلها إلى مجلس الشعب في التاسع عشر من ترميدور عام 4 (6 آب 1796) هذه التفاصيل الآتية: «منذ أيام كثيرة وصل المدد المؤلف من عشرين ألف رجل الذي أرسله الجيش النمسوي إلى جيش إيطاليا فضم إلى عدد كبير من الجنود وعدد كبير آخر من الجحافل جاء من داخل النمسا فجعل هذا الجيش ذا هيبة عظيمة، وكان الرأي العام أن النمسويين يصبحون قريبا في ميلان ...
عندما نزل العدو من تيرول إلى الأديج عن طريق بريسيا جعلني في الوسط، ولكن الجيش الجمهوري، وإن كان قد ظهر ضعيفا أمام أقسام العدو، إلا أنه كان يستطيع أن يقاتل كلا منها على حدة، كان من الممكن، إذا تراجعت بسرعة، أن أحيط بالقسم العدو المنحدر من بريسيا وآخذه أسيرا ثم أقاتله كله وأعود من هناك إلى المنسيو فأقاتل ورمسر وأرغمه على عبور التيرول مرة أخرى، إلا أنه كان ينبغي لإجراء ذلك، أن نستولي في مدة أربع وعشرين ساعة على حصار مانتو الذي كان على وشك أن يؤخذ، وأن نعود حالا فنعبر منسيو ثانية ولا ندع للأقسام العدوة فرصة لإحاطته، شاء الحظ أن يبتسم لهذه الخطة، ولقد جاءت مواقع ديزانزانو، وسالو، ولونادو، وكاستيكغيون نتيجة واضحة لها.
في اليوم السادس عشر، عند مطلع الصباح، وجدنا أنفسنا مهيئين؛ فلقد عهد إلى القائد غيو الذي على يسارنا أن يهاجم سالو، وإلى القائد ماسينا الذي في الوسط أن يهجم على لونادو، وإلى القائد أوجرو الذي كان إلى اليمين أن يهجم من كاستيكليون، أما العدو، فبدل أن يهجم عليه، هجم هو على حرس ماسينا الذي كان في لونادو، فأصبح الحرس محاطا والقائد أسيرا، وأخذ العدو منا ثلاثة مدافع، فلم أتردد عند ذلك أن هيأت الفرقتين الثامنة عشرة والثانية والثلاثين، وفي حين كنا نعمل على خرق العدو، كان هذا يتسع بزيادة ليحيط بنا حتى خيل إلي أن حركته هذه ستضمن له النصر المحتم.
Bilinmeyen sayfa