Napolyon Bonaparte Tarihi

Alphonse de Lamartine d. 1366 AH
188

Napolyon Bonaparte Tarihi

تاريخ نابوليون بونابرت: ١٧٦٩–١٨٢١‎‎

Türler

حدد دخول المحمل الإمبراطوري إلى باريس في الخامس عشر من شهر كانون الأول؛ ففي الساعة الخامسة من صباح هذا النهار، حرك دوي طبول الحرس الوطني ومدفع الأنفليد العاصمة بأسرها، وما هي إلا فترة من الوقت حتى اندفعت الجماهير إلى الطرق والأسواق التي سيمر فيها الموكب، بالرغم من البرد القارس والظلمة القاتمة. ولما بزغت الشمس كان الحرس الوطني والكتائب المحافظة تحت السلاح، ووراءهم ما ينيف عن سبعمائة أو ثماني مائة ألف نفس ينتظرون بفارغ الصبر مرور الموكب.

كان الأسطول قد وصل إلى كوربفوا في الرابع عشر من الشهر، فخف جمهور من المعجبين بالرجل العظيم ليكرموا رفاته، بالرغم من البرد الشديد، وكان بينهم عدد من الجنود القدماء، بقايا نبيلة من الجيش الكبير، وقد جاءوا من أقاصي البلاد ليشهدوا هذا الاحتفال، من غير أن ينتبهوا إلى أن وجود الذين حطمت سيوفهم إلى جنب البطل في موقعته الأخيرة، قد يخجل الخائنين الذين، في تلك الساعة المشئومة، قد عهدوا بشهرتهم الناشئة إلى حظ ويللنكتون وبلوخر! صرف هؤلاء البسلاء ليلة الرابع عشر إلى الخامس عشر على جسر نويلي، تحت برد لا يطاق، وقد اعتبروا أنفسهم سعداء لتمكنهم من التعسكر مرة بعد مع نابوليون، بعد خمس وعشرين سنة مرت على معركة واترلو، والاشتراك في التكريم المتأخر الذي تقيمه معرفة الجميل الوطنية لقائدهم الخالد.

في اليوم الخامس عشر، الساعة الثامنة من الصباح، أبصر هؤلاء القدماء شيخا مسنا مرتديا لباسا أسود، وقد تدلى وشاحه القاتم على ذراعه، وسيفه يهرول بالقرب من المحمل متكئا على رجلين يشاطرانه حزنه. كان هذا الشيخ الرجل الذي بقي سنين عديدة يخدم الوطن بكل ما أوتيه من خبرة في فن الجراحة؛ كان هذا الشيخ رئيس جراحي الحرس الإمبراطوري وجميع الجيوش الفرنسية في عهد نابوليون، كان هذا الشيخ المواطن الصالح الفضيل الذي أثنى عليه منفي سنت هيلين ثناء جميلا في مذكراته، كان هذا الشيخ لاري المحترم، وقد جاء متكئا على ولده وعلى أحد جراحي الجيوش القدماء السيد تشارنر، الذي اشترك في الكتيبة المقدسة في موسكو والذي صحب الإمبراطور إلى ويلنا. أجل، لقد تمكن هذا الشيخ الطاعن في السن، بهذا العضد المزدوج، أن يتبع على قدميه، من المركب إلى الأنفليد، رفات ذلك الذي أحبه حبا يقرب من العبادة.

عندما أنزل المحمل الإمبراطوري من لادوراد إلى اليابسة، ووضع في المركبة المأتمية تحت قوس النصر، الذي نصب تجاه الباخرة، شوهد عدد غفير من القواد يتسابقون، كالبارون لاري، للدنو من نابوليون، وبينهم وزير الحربية السابق ديسبان كوبيير، الذي أقبل بلباس قائد الفرقة الخفيفة الأولى الذي كان يرتديه في واترلو. في تلك الساعة سمع هتاف «ليحي الإمبراطور!» إذ إن رفات الرجل العظيم كان قد لمس الأرض الفرنسية.

برحت المركبة الإمبراطورية، كوربفوا، في نحو الساعة العاشرة من الصباح، فوصلت تحت قوس نصر النجمة في الساعة الحادية عشرة والنصف. في تلك الآونة انطلقت إحدى وعشرون قنبلة مدفع، معلنة للباريسيين أن الذخيرة المنتظرة منذ أمد بعيد تستريح تحت أحد التماثيل التي رفعها البطل لمجد فرنسا.

اجتاز الموكب، بخطى بطيئة، ممر الشنزاليزه المحفوف بنصف مليون من النظارة المتحمسين، وفي نحو الساعة الواحدة والنصف وصل إلى الأنفليد، في حين كان الأسطول الذي أقل المحمل الإمبراطوري من روان إلى كوربفوا يرسو أمام الجسر،

كانت الساعة الثانية بعد الظهر عندما أعلن المدفع وصول المركبة الإمبراطورية إلى شباك الأنفليد، فحمل بحريو لابيل بول بين أذرعهم الوديعة الثمينة التي جاءوا بها إلى فرنسا، وعهدوا بها بعد ذلك إلى ضباط الحرس الوطني والجيش الذين كان عليهم أن يحملوها إلى الكنيسة، حيث كان ينتظرها أسقف باريس على رأس إكليروسه.

كان الملك والوزراء والمرشالية والأميرالية وفرق الدولة الكبرى منتظرين تحت القبة، أما كبار الموظفين فلم يتمكنوا بدون جهد جهيد من اختراق الجماهير المحتشدة والوصول إلى الكنيسة، وأما سفراء أوروبا القديمة فقد بقوا متنحين كأنهم أدركوا، ولا شك، أن أوروبا القديمة لا ينبغي لها أن تحضر حضورا علنيا هذا المهرجان، الذي تقيمه فرنسا الفتاة، وأنه من الفظاعة أن يمثل أحقاد الأحزاب القديمة بعض مسببيها في هذا المهرجان.

عندما انطلقت القنبلة الأولى؛ لتعلن وصول المحمل إلى شباك الشرف، اتجه أسقف باريس وإكليروسه إلى باب الكنيسة ليتسلموا جثة الإمبراطور، ولما دنا المحمل من المرتبة، التي أعدت في المكان نفسه الذي سيبنى فيه الضريح النهائي لنابوليون، نزل الملك عن عرشه واتجه أمام الموكب حتى مدخل القبة، فقال له البرنس ده جوانفيل: «إني أرفع إليك يا صاحب الجلالة جثة نابوليون التي جئت بها إلى فرنسا نزولا عند أوامرك.» فأجاب الملك: «أتقبلها باسم فرنسا.»

كان سيف الإمبراطور محمولا على مخدة بين ذراعي الجنرال أتالن، فأخذه الملك من يدي المرشال سول وسلمه إلى الجنرال برتران قائلا له: «جنرال، أعهد إليك بوضع سيف الإمبراطور المجيد على محمله.» ثم عاد الملك إلى مكانه، ووضع المحمل على المرتبة. عند هذا بدأت الرتبة الدينية، ولما انتهت الذبيحة رش الأسقف الماء المقدس على الجثة، ثم قدم الرشاشة إلى الملك، الذي قام بهذا الواجب الأخير وانصرف. •••

Bilinmeyen sayfa