Napolyon Bonaparte Tarihi
تاريخ نابوليون بونابرت: ١٧٦٩–١٨٢١
Türler
عند هذا خشي الأمير ده جوانفيل من تعد، يطرأ على الباخرة التي تقل رفات نابوليون، فحصنها بالمدافع العديدة، إلا أن هذه المدافع لن تجيب على التي دمرت بيروت؛ إذ إن الباخرة لابيل بول عندما رست في مرفأ شربور، في الثلاثين من شهر تشرين الثاني، انتهى إليها أن معاهدة 15 تموز قد نفذت تنفيذا مطلقا من غير أن تحدث مقاومة من ناحية فرنسا، وأن الوزير الذي اعتقد أنه يرى في هذه المعاهدة إهانة موجهة إلى بلاده قد اضطر إلى الاستعفاء مع جميع رفاقه؛ إذن فبدل أن تؤخذ رفات نابوليون إلى هيكل «مارس»، تحت عناية تيير، سيستقبلها بعض الكتبة الذين شاء سوء المصير أن ينضموا إلى أعلام الغرباء في عهد المصائب والنكبات!
الفصل الخامس والعشرون
إن جميع مدن فرنسا البحرية طمعت في شرف استقبال رفات نابوليون في مرافئها، لا سيما طولون، التي تعتبر نفسها كمهد لمجد البطل، إلا أن الحكومة وقع اختيارها على الهافر؛ لأنها آثرت المسافة الأكثر قربا من البحر إلى باريس لتخفي، قدر المستطاع، بقايا الرجل العظيم عن حماس الجماهير.
إن هذا المنهج الذي نهجته الحكومة إنما هو مسيء إلى عاطفة الشعب، إلا أن الوزارة الجديدة لم تجد بدا منه، وبين وزرائها الذين خدموا الإمبراطورية في الماضي خدما كبيرة، رجال يأتمرون بأمر رجال أولي مبادئ غير مبادئهم.
عندما دخلت لابيل بول إلى خليج شربور حيتها مدفعية المتاريس بإطلاقات جاوبتها مدافع الحصون في الأبعاد. وفي مساء الثامن من شهر كانون الأول وصلت الجنازة تجاه الهافر، وكانت السماء تنفرج عن قمر جميل. ولما كان غد تحرك حرس المدينة والضواحي، في الساعة الخامسة صباحا؛ ليحتفلوا بمرور خيال البطل. قال لهم مدير السين الأدنى: «ستؤدون إلى هذا الرجل العظيم الإكرام الأخير بالسكينة والاستحقاق الجديرين بجماهير، لمسوا بأيديهم، تأثير سلطته المحامية وانعطافه الخاص.»
وكانت ثلاث بواخر تواكب لابيل بول وهي النورمندي والفلوس والكوريه، فلما دخلت النورمندي الحاملة الأعلام الوطنية والعلم الملكي إلى مجرى نهر السين على دوي المدافع، وتحت سماء صافية الأديم كسماء أوسترلتز، كان شاطئا النهر يغصان بجماهير لا تحصى، وقد تصاعد من بينهم هتاف حماس شديد وإطلاقات نارية شقت عنان الفضاء.
وفي المساء، توقف الموكب في فال ده لاهاي لينتظر أسطول السين الأعلى الذي سيقل الإمبراطور حتى كوربفوا.
وفي العاشر من الشهر، ظهرا، دخل الأسطول إلى روان. كانت هذه المدينة الصناعية الكبرى، التي تعشقت نابوليون تعشقا صحيحا، تستعد منذ أيام كثيرة لاستقبال رفات الرجل العظيم، فنصبت له قوس نصر في وسط النهر، ورفعت على الشاطئين أعمدة هرمية كتبت عليها أسماء أهم انتصارات الإمبراطورية.
كان شعب غفير يملأ شاطئ السين؛ وكان الهتاف «ليحي الإمبراطور!» يتصاعد من جميع الجهات، من حرس المدينة الوطني وضواحيها إلى جميع الكتائب المحافظة، وكان الكردينال الأسقفي في روان قد خرج من كنيسته، منذ الساعة السادسة من الصباح، على رأس إكليروسه المؤلف من أكثر من مائتي كاهن، واتجه إلى شاطئ سن سوفر الذي اتجهت إليه السلطتان المدينة والعسكرية والمجلس البلدي. عندما دخلت المراكب بين الجسرين توقفت لادوراد، وبدأ الكردينال الأسقفي بالاحتفال الديني، في حين كانت مدافع الحرس الوطني، المركزة على مرتفعات سنت كاترين، ومدافع المراكب الراسية تطلق بين فترة وأخرى قنابل عديدة، فتجاوبها لادوراد حالما تنتهي، ولما تمت الحفلة الدينية أعلنت نهايتها مائة إطلاقة مدفع.
منذ ذلك الحين لم يبق الأمر مقتصرا على نقل رفات بطل إلى مقره الأخير، بل أصبح يشير إلى قدوم أمير عظيم إلى عاصمته قدوم منتصر، إذ امحت جميع دلائل الحداد، وناب عنها رنين الأجراس في الفضاء، ودوي الطبول في السهول، وأصوات الموسيقى تصدح بألحان النصر، واستعراض الجنود لتحية الإمبراطور! إذن فلقد مر نابوليون تحت قوس النصر الذي نصبه له هؤلاء الروانيون البسلاء، مرور فاتح عظيم، في حين كان القدماء من جنود الجيش الكبير يلقون عليه من أعلى الجسر أكاليل الخالدين وغصون الغار، وفي حين كانت مائة إطلاقة وإطلاقة تعلن للأبعاد أن الموكب قد تابع سيره.
Bilinmeyen sayfa