Napolyon Bonaparte Tarihi

Alphonse de Lamartine d. 1366 AH
183

Napolyon Bonaparte Tarihi

تاريخ نابوليون بونابرت: ١٧٦٩–١٨٢١‎‎

Türler

الإمضاء: بللماريستون

أسرع اللورد غرانفيل بإطلاع المسيو تيير على البرقية التي استلمها من لوندرة، فلما وثقت الحكومة الفرنسية من صحة عزيمة الوزارة الإنكليزية أسرعت بإطلاع المجالس على الخطة الوطنية الصرفة التي اتخذتها؛ ففي الثاني عشر من شهر أيار صعد المسيو ده ريموزا، وزير الخارجية، إلى المنبر ولفظ هذه الكلمات: لقد أمر الملك سمو الأمير الملكي البرنس ده جوانفيل، بأن يتجه بباخرته إلى جزيرة سنت هيلين ليحضر رفات الإمبراطور نابوليون.

ولقد جئنا نسألكم أن تهيئوا الأسباب اللازمة لاستقبالها بجدارة وإكرام في أرض فرنسا، وتشييد ضريح أخير لنابوليون. إن الحكومة، التي رغبت من صميم قلبها في تتميم واجب وطني، قد وجهت إلى إنكلترا طلبها الوديعة الثمينة التي ألقتها الحظوظ في قبضة يدها، ولم تكد مشيئة فرنسا تعبر عن فكرتها حتى نالت أمنيتها، وإليكم كلمات حليفتنا النبيلة: «إن حكومة الجلالة البريطانية ترغب إلى فرنسا أن تعتبر هذه السرعة، التي نعطي بها جوابنا هذا، كشهادة لرغبة الجلالة البريطانية في إخماد تلك الأحقاد الوطنية التي حكمت العداء بين الأمتين؛ فرنسا وإنكلترا، مدة حياة الإمبراطور، ثم إن حكومة الجلالة البريطانية لها ملء الثقة بأنه، إذا كان باقيا هناك أثر لتلك الأحقاد، فيجب أن يدفن في الضريح الذي سيضم رفات نابوليون.

إن إنكلترا مصيبة، أيها الأسياد، فهذا الإصلاح الشريف يوثق عري الاتحاد الذي يجمعنا، ويحجب آثار الماضي الأليم. لقد دنا الوقت الذي يجب فيه على الأمتين ألا تتذكرا إلا مجدهما. ستتجه البارجة، المعهود إليها بنقل رفات نابوليون، إلى مصب السين، حيث تقف أمام بارجة أخرى يعهد إليها بنقل الرفات إلى باريس، فستوضع في الأنفليد حيث تقام لها رتبة دينية فخمة وأبهة عسكرية حرية بها.

إن من حق تلك الذكرى الجليلة، أيها الأسياد، أن لا يعرض ذلك الضريح العظيم في مكان عمومي، بل يجب أن يشيد في مكان معتزل مقدس، يستطيع أن يزوره فيه كل من يحترم المجد والنبوغ، العظمة وسوء المصير.

لقد كان إمبراطورا وملكا، وكان سيد بلادنا الشرعي، إذن فمن الواجب أن يدفن في سن دنيس، ولكن لا يليق بنابوليون مدفن الملوك العادي، فيجب أن يسود بعد في وسط الضريح الذي سيرقد فيه جنود الوطن، والذي سيستوحيه في كل حين هؤلاء الذين سيدعون للدفاع عنه ... وسيوضع سيفه على ضريحه.

سيشيد الفن، في وسط الهيكل الذي وقفه الدين لإله الجيوش، ضريحا جديرا باسم الذي سيرقد فيه، وسيكون هذا الضريح على جمال بسيط، وظواهر فخمة، وهيئة صلبة لا تقهر كأنما هي تسخر من كرور الزمن. إن نابوليون لحري بضريح خالد كذكره.

لا نشك في أن المجلس سيشترك بعاطفة وطنية مع الفكرة الملكية التي نعبر عنها الآن.

إن فرنسا، وفرنسا وحدها، ستملك من الآن فصاعدا كل ما بقي من نابوليون، وإن ضريحه، كشهرته، لا يخص سوى بلاده؛ إذ إن سلطة 1830، إنما هي الوارثة الشرعية الوحيدة لجميع الذكريات التي تفتخر بها فرنسا.

لقد حق لهذه السلطة، التي عضدت جميع أمنيات الثورة الفرنسية، أن تمجد ضريح بطل شعبي؛ إذ إن هناك عنصرا واحدا لا يتهيب المقارنة بالمجد، هو الحرية!»

Bilinmeyen sayfa