Napolyon Bonaparte Tarihi

Alphonse de Lamartine d. 1366 AH
175

Napolyon Bonaparte Tarihi

تاريخ نابوليون بونابرت: ١٧٦٩–١٨٢١‎‎

Türler

الفصل الثالث والعشرون

ذات يوم، بينا كان الإمبراطور يتمشى على ظهر الباخرة حسب عادته بعد الظهر، هبت زوبعة هائلة، فلم يشأ أن يدخل إلى مخدعه وطلب أن يجيئوه «بالريدنكوت»

1

الأشهب اللون، الذي كان الإنكليز أنفسهم لا ينظرون إليه إلا باحترام وإعجاب.

كانت قراءة الجرائد تستغرق معظم وقته على ظهر الباخرة، إلا أنه لم يكن يطالعها إلا على سبيل التسلية. وكان كثيرا ما يقع فيها على تجاديف وافتراءات مصوبة إليه، ولكن جميع ذلك لم يكن يستطيع النيل منه. قال للاس كاز ذات مرة: «لم يكن السم ليستطيع يوما أن يؤثر في ميتريدات، وهكذا الافتراءات منذ عام 1814؛ فإنها لا تستطيع أن تؤثر في!» وميتريدات هذا كان عدوا للرومانيين، قيل إنه تعود السم منذ الصغر، حتى لم تبق تؤثر فيه عوامله مهما كانت شديدة. دامت حروبه مع الرومانيين من العام 90 إلى 63 قبل المسيح من غير انقطاع.

في الخامس عشر من شهر تشرين الأول وصلت الباخرة نورثنبرلان إلى مرفأ سنت هيلين، وفي السادس عشر منه نزل الإمبراطور إلى اليابسة مع الأميرال والجنرال برتران، فحل في البدء في بريار عند أحد تجار الجزيرة السيد بلكومب. لم تكن إقامته هناك إلا إقامة مؤقتة؛ لأن سكنه الأخير كان قد عين في لونكوود، وهو منزل حاكم الجزيرة، إلا أنه لم يكن قد أعد بعد لاستقباله. صادف نابوليون في منزل بلكومب كل الإكرام الذي يليق به، فلم يضجر ولم يتذمر من شيء؛ لأن هذه العيلة الكريمة لم تعدم وسعا في توفير أسباب الراحة والتسلية للأسير العظيم.

لم يخرج نابوليون مدة إقامته ببريار إلا مرة واحدة ليزور ضابط فرقة سنت هيلين، فكان يصرف وقته في كتابة مذكراته التي كان يمليها تارة على لاس كاز، وطورا على ابنه، وحينا على مونتولون أو على غوركو وبرتران؛ أما نزهاته اليومية فكانت تنحصر في أروقة حدائق بريار، أو في أحراجها التي كانت ملأى بالوهاد واللجج.

كان يحرث حديقة السيد بلكومب عبد مسن يدعى طوبيا وهو هندي استولى عليه أحد النوتيين الإنكليز وباعه سلعة بخسة؛ فكان الإمبراطور، كلما مر أمام هذا العبد المسكين، يقف وقفة المتأمل ويبدي له اهتماما بأمره، حتى إنه حدثته نفسه بأن يدفع ثمن تحريره، ولم يكن يتحدث عن الاستيلاء عليه إلا بسخط شديد، وذات يوم بينا كان واقفا أمامه، أخذ يحدث نفسه بما يلي: «يا لها من آلة بشرية! لو كان طوبيا بروتوس

2

لما تردد أن انتحر، ولو كان أزوب

Bilinmeyen sayfa