Modern Nejd Tarihi ve Ekleri
تاريخ نجد الحديث وملحقاته
Türler
عاد ابن سعود بعد فوزه في الوشم وسدير إلى الرياض، ولم يكد يتم الشهر هناك حتى جاءته أخبار ابن الرشيد وفيها أنه خرج من القصيم غازيا، وقصده الهجوم على عتيبة وقحطان (بعد استيلاء ابن سعود على سدير والوشم أصبحت هاتان القبيلتان من قبائله)، فحاصر التويم قرية من قرايا سدير.
خرج ابن سعود مسرعا من الرياض، وكان قد أمر أهل الوشم بأن يبادروا مع أحمد السديري إلى إنجاد سدير. فلما وصل إلى ثادق علم أن ابن الرشيد لم يفز بشيء في غزوته وحصاره، بل إنه انهزم وشرق فنزل ماء شمال الأرطاوية. أما المجمعة قاعدة سدير فكانت لا تزال في حوزته وله سرية فيها.
سار ابن سعود من ثادق إلى جلاجل فأقام فيها عشرين يوما وهو يعد القوة للحرب في القصيم، فبلغه وهو هناك أن ابن الرشيد قد عاد إلى تلك الناحية مارا بالزلفى، فزحف بجيشه إلى المجمعة، واتفق وأهلها على التسليم إذا هو استولى على القصيم.
قد كان جيش ابن سعود مؤلفا يومئذ من سبعة آلاف من المشاة وأربعمائة ذلول لا غير، فمشى به إلى الغاط ثم إلى الزلفى، فكتب من هناك إلى الشيخ مبارك يسأله أن يرسل إليه من كان عنده من أهل القصيم، مثل آل الخيل وآل سليم، وما يستطيعه من المدد، فأرسل مبارك أولئك الذين لاذوا بالكويت بعد وقعة المليدا ومعهم مائتان من الرجال فقط.
وكانت تلك السنة قليلة الأمطار، فضاق العيش بسكان الزلفى وبالتالي بالجيش، فصاروا يأكلون حتى رءوس النخل؛ أي لبها. لم يكن بالإمكان السير إلى بريدة لقلة الزاد والركائب، ناهيك بالطريق وليس فيه بلد يأوون إليه. أضف إلى ذلك أن ابن الرشيد كان مستوليا على القصيم أجمع، فماذا عسى أن يفعل ابن سعود؟ قد كتب إلى بعض الموالين له هناك يطلب منهم أن يؤلفوا سريات تهجم على بعض البلدان تمهيدا لدخوله - تفتح له الباب - فلم يلبوه. ولما تيقن أنه لا يستطيع الهجوم على القصيم، ولا البقاء في الزلفى لشدة القحط، وضيق العيش فيها، عاد إلى الرياض.
أما ابن الرشيد فرحل من القصيم قاصدا البطينيات عله يظفر هناك ببعض عربان ابن سعود، فأقام على ذاك الماء عشرة أيام وأرسل أربعمائة من رجاله بقيادة ماجد آل حمود بن الرشيد إلى جهة عنيزة، وثلاثمائة بقيادة حسين بن جراد إلى السر، ثم انحدر إلى أطراف العراق ليستنفر شمرا هناك ويستنجد بالأتراك، فلما علم ابن سعود بارتحال ابن الرشيد إلى العراق شد مسرعا من الرياض (1321ه / 1903م)، وواصل السير بالسرى، فالتقى في 18 ذي الحجة من هذا العام بحسين بن جراد في السر، وبادره القتال، فقتله وأكثر من معه، وغنم أموالهم وأرزاقهم كلها.
تدعى هذه الوقعة بوقعة ابن جراد. وقد كان من نتائجها أنها قسمت قبائل حرب المقيمة بين السر والقصيم، والتي كانت كلها تابعة لابن الرشيد، فانحاز قسم منها بعد الوقعة إلى ابن سعود.
عاد بعد ذلك عبد العزيز إلى الرياض، فأقام فيها شهر ذي الحجة، ثم مشى في آخر الشهر إلى الغرض الأكبر، فأرسل إلى أهل القصيم في شقرا يأمرهم بأن يوافوه إلى ثادق؛ لأنه يريد أن ينحدر إلى الكويت.
شاع هذا الخبر، فترك عبد العزيز ثقيل أحماله في قصر الجريفة من قصور الوشم، وراح بجيشه يدرهم قاصدا ماجد بن الرشيد في القصيم، فلما وصل إلى ماء الشريمية في وسط النفود علم بعض من كان معه من البادية أنه يريد ابن الرشيد فشردوا، فما بالى ابن سعود بذلك، بل استمر مسريا، فضل الدليل وتاهوا في النفود طيلة ذاك الليل، ثم خرجوا منه فإذا بكشافة لماجد على حواشيه.
نزل ابن سعود في ذاك النهار قصر الحميدية من قصور عنيزة، على مسير أربع ساعات منها، وتقدم ساعة الغروب فوصل إلى نخل من نخيل المدينة، فعسكر هناك وأمر من كان معه من أهل القصيم، وفيهم آل سليم، أن يهجموا على أهل عنيزة في تلك الليلة، قد كان يومئذ بعض الزعماء فيها، مثل آل يحيى وآل بسام مع ابن الرشيد وعندهم سرية من سراياه رئيسها فهيد السبهان. أما ماجد فكان نازلا قرب المريبط وهو باب من أبواب المدينة.
Bilinmeyen sayfa