Modern Nejd Tarihi ve Ekleri
تاريخ نجد الحديث وملحقاته
Türler
كان دهام خادما لعبد يدعى خميس قتل قاتل أمير الرياض زيد بن موسى أبا زرعة وتولى مكانه، ثم فر هاربا فتولى الإمارة دهام خادمه، فقامت عليه الأهالي فاستنجد بابن سعود فأنجده وأقره في مركزه، ولكن العبيد مناكيد فكيف بخدامهم؟!
دعا ابن سعود صديقه ابن دواس لدين التوحيد فأبى، ثم أنذره فاستكبر وقال: ومن هو ابن مقرن ليحمل مفاتيح الجنة وينذر الناس بالنار؟ شبت الحرب، وكان ابن دواس فيها أشد أعداء التوحيد وآل سعود، حاربهم في الدور الأول عشر سنين وهو يحتل اليوم بلدا ويخليه غدا، وحاربهم كذلك بالدسائس والفتن، فقد ظهرت الردة في سنة 1167 في بعض بلدان العارض التي كانت في حوزة ابن سعود وكان هو من عواملها الخفية.
ولكن المصلح غلب المفتن. بادر الشيخ محمد إلى نجدة ابن سعود في تأديب المرتدين. جاءت الكلمة النارية تشحذ السيف وتعضده. فقد دعا الشيخ الرؤساء والزعماء من جميع البلدان إلى الدرعية، وخطب فيهم باسم الله، فأعاد إلى قلوبهم قبس الإيمان، وأضرم فيهم ثانية نار الجهاد.
ومع ذلك فقد استمر ابن دواس يحارب ابن سعود عشرين سنة، يحاربه بالمقاتلة والمخاتلة. والاه ثم عاداه مرارا، عاهده أربع مرات حبا بدين الله والسلم ونكث أربع مرات عهده. حتى إنه انضم مرة إلى جيشه وحارب المشركين. على إنه بعد تعدد الوقعات والهدنات والمعاهدات والخيانات دحر في سنة 1187ه/1773م الدحرة التامة النهائية، دحره الأمير عبد العزيز بن محمد الذي دخل الرياض ظافرا، لكنه لم يفز بدهام الدواس الذي فر هاربا إلى بلاد الخرج وتوفي هناك.
وكان للموحدين عدو آخر لدود يدعى عريعر، خلف الأمير سليمان رئيس بني خالد في الحساء. فقد جاء بجيش جرار من العربان، وفيهم جنود من عنزى كبيرهم ابن هذال،
6
وبمدافع حملتها الجمال فاجتازت بها الدهناء، نصبت المدافع وحوصرت الدرعية، وانضم إلى العدو كثيرون من أصحاب الردة، ومن أهل الوشم وسدير الذين ترددوا في قبول التوحيد.
وقد كان عريعر صاحب مكر وحيلة بل كان مخترعا، فبعد أن حاصر الدرعية شهرا دون نتيجة يشكر عليها اخترع آلة جديدة للحرب سميت الزحافة، وهي صندوق من خشب يسير محمولا على دراريج، يجلس فيه من العشرة إلى العشرين رجلا، وهم في أمن من رصاص العدو، فيسوقونه إلى السور يريدون هدمه. وما أشبه زحافة عريعر بدبابة اليوم، ثم حاول عريعر أن يصب مدفعا كبيرا يدمر به الدرعية فأمر بجمع الحديد والنحاس لهذه الغاية وباشر العمل. شبت النيران ونفخت المنافخ، وذابت في المراجل المعادن، ولكنها في النهاية صدت الطالب، وعصت القالب، قال مؤرخ ذاك الزمان: «كلما أفرغها في القالب أبت.»
وكان لعريعر ابن اسمه سعدون لم يرغب مثله في التوحيد فحمل على أهله في الجنوب. اجتاز الدهناء بجيشه ومعه المدافع أيضا، وهو يبغي اليمامة لينجد أهلها على الموحدين، ولكنه بعد أن جاء اليمامة بمدافعه عاد منها بدونها مثلما عاد أبوه من الدرعية. ولا تزال هذه المدافع محفوظة في بريدة .
كسر الأب وكسر الابن، فجاءا للمرة الثالثة موحدين قواهما - لا بد من التوحيد على الأقل في القتال - وحاصرا بريدة، فاستمر الحصار أربعة أشهر واستخدمت فيه الزحافات التي لم تخفف عن الأب والابن وجيوشهما ذل الخيبة والاندحار.
Bilinmeyen sayfa