Modern Nejd Tarihi ve Ekleri
تاريخ نجد الحديث وملحقاته
Türler
وكان على المنضدة الورق والحبر، فجلست أكتب ما رواه تلك الليلة من أخباره الأولى في الكويت.
وبعد ذلك، أثناء المدة السعيدة التي أقمتها في الرياض؛ أي ستة أسابيع، كان عظمته يروي من أخباره ما يستغرق ساعة واحدة كل ليلة، فنتعاون أنا والسيد هاشم في التدوين. وكنت أستوقف عظمته في بادئ الأمر مرارا لأفهم معنى لفظة من ألفاظه، أو عبارة نجدية الاصطلاح، وكنا فوق ذلك رغبة في التدقيق والتحقيق، نقرأ قبل أن نباشر الكتابة ما كتب في الليلة السابقة، فيصلح عظمته ما قد يكون فيها من الخطأ.
هو ذا المصدر الأول الأعلى لهذا التاريخ. أضف إلى ذلك رسائل عدة ووثائق رسمية أطلعني عظمته عليها، وأذن بنسخ بعضها. •••
بعد أن وصلنا في تاريخ نجد الحديث إلى مؤتمر العقير عدت إلى ابن بشر، وعقدت النية على تلخيص ما جاء فيه من الأخبار. وابن بشر - بقطع النظر عن أسلوبه - مدقق في الإجمال وصادق الرواية، إلا أنه ينتهي في تاريخه عند سنة 1267ه/1850م، فيكون بينه وبين النكبة الأخيرة (أي خروج آل سعود من نجد) فترة مقدارها أربعون سنة، لم يرو السلطان أخبارها؛ لأنه لم يكن متحققها كلها، ولا آذن أحد علماء الرياض، للسبب نفسه، بروايتها.
ولكنه عندما أزمعت الرحيل أعطاني كتابا إلى أحد عماله في شقراء، هو محمد السباعي، يأمره بأن يكتب إلى الشيخ إبراهيم بن صالح بن عيسى في أشيقر (قرب شقراء)؛ ليرسل إليه تاريخه الخطي، فأطلع عليه وأنسخه ثم يعاد إلى صاحبه.
جئت شقراء، وراح نجاب السباعي إلى أشيقر فوجد بيت المؤرخ مقفلا، وقيل له: إن الشيخ إبراهيم في عنيزة. وكنا في طريقنا إلى عنيزة، فرجونا أن نجتمع بالمؤرخ فيها، ولكن السباعي - سلمه الله - لا يثق كل الثقة بالتقادير، فأمر نجابه بالرجوع إلى أشيقر يوم رحلنا من شقراء، وقال لي: إذا ظفر بالتاريخ أرسله إليك حيث تكون في بريدة أو في عنيزة أو في الحفر، وإذا اجتمعت بصاحبه في طريقك فأمسكه يا أمين بتلابيبه.
وصلنا إلى عنيزة فلم نجد فيها المؤرخ، ولا جاءنا من السباعي التاريخ، ولكن غداة دنونا من بريدة خرج النجاب يلاقينا، وكان قد جاءها رأسا من أشيقر، فسلم وأخرج التاريخ من جيبه قائلا: بعد أن تقضي حاجتك منه رده إلى السباعي فيرده إلى صاحبه. وهكذا كان.
قد سرني من تاريخ ابن عيسى - على ما فيه من ركاكة وسذاجة - أنه خلو من التقعر والسجع، وإليك بمثال واحد منه:
خرج عليهم «محمد ابن الإمام فيصل على أهل عنيزة»، واقتتل الفريقان قتالا شديدا، وصارت الهزيمة أولا على محمد ابن الإمام ومن معه، وتتابعت هزيمتهم إلى خيامهم، فأمر الله - سبحانه وتعالى - بالمطر، وكان غالب سلاح أهل عنيزة البنادق، فبطل عملها من شدة المطر فكر عليهم محمد وأصحابه، فهزموهم، وقتلوا منهم أربعمائة رجل.
في ابن بشر وابن عيسى معا يتم إذن تاريخ آل سعود منذ نشأتهم إلى حين استيلاء محمد بن الرشيد على نجد. ولولاهما لما تمكنت من كتابة النبذة الثالثة من هذا التاريخ. على أنه، وأنا أكتبها، خطر لي أن أقابل بين المؤرخين الوطنيين والمؤرخين الأجانب، خصوصا في الحملات التي جردها على نجد محمد علي باشا وابناه طوسون وإبراهيم.
Bilinmeyen sayfa