Modern Nejd Tarihi ve Ekleri

Emin Rihani d. 1359 AH
154

Modern Nejd Tarihi ve Ekleri

تاريخ نجد الحديث وملحقاته

Türler

فأرسل ابن سعود إليه هدية وقال في جوابه إنه والحسين يد واحدة، ولكن الهدية وصلت إلى مكة بعد أن أعلنت الثورة، فاستلمها الشريف حسين وأبقاها عنده. «أكل الشريف الهديتين.» كما قال عبد العزيز، ونهض وأنجاله على الترك طمعا بالهدية الكبرى التي وعده بها الإنكليز.

أعلنت الثورة وطفقت تتوارد إلى جدة من بور سودان الإمدادات الحربية والمالية. جاء الذهب بالصناديق ليستخدمه الشريف في تجنيد العرب وفي استمالة أمرائهم ورؤسائهم إلى النهضة، فأرسل إلى ابن سعود صرة في آخر هذا العام وأتبعها في العام التالي بثلاث صرر مقدار الواحدة نحو خمسة آلاف ليرة (1335ه / 1916و1917م)، ولكنه لم يكتب إليه كلمة بخصوصها. «كان يجيء الرسول بهذا المال فيقول: من جلالة الملك ليس إلا.»

ولكن عبد العزيز، عندما تكررت تلك الهدايا المالية، عقد مجلسا عاليا حضره والده الإمام عبد الرحمن ورئيس قضاة نجد الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف، فأطلعهم على الأمر، وقال: «إذا كان القصد من إرسال هذا الذهب المساعدة في الحرب فالقصد محقق؛ لأني أمرت أهل نجد خصوصا أهل القصيم وعتيبة وحرب بمساعدة الشريف، وأمرتهم كذلك بألا يتعدى أحد منهم على من أراد أن ينضم إلى جيش الحجاز.» فقال الإمام عبد الرحمن: «لو كان الشريف يبغي المساعدة فقط لكتب إلينا بذلك، ولست أرى في قصده غير الخوف من أن نغتنم فرصة قيامه على الترك فنحمل عليه، فأراد في إرسال الذهب تسكيننا.»

وقد كان رئيس القضاة من هذا الرأي، فقال عبد العزيز: «يمكن ذلك، ولكني سأكتب إليه فأتحقق الأمر، فإذا كان يبغي المساعدة، وهو صادق في عمله وقوله، ساعدناه بأكثر مما تقدم، وإذا كان له قصد آخر انتبهنا إليه.»

وهاك خلاصة الكتاب كتابه:

يا حضرة والدي، إننا وإياك في هذه الحرب وثمرتها لنا ولك. فقد مشت عرباننا وعشائرنا؛ عملا بأوامرنا إلى مساعدتكم، ولكني أبغي أكثر من ذلك، وإني مستعد أن أرسل إليك أحد إخوتي أو أولادي ليحارب مع أولادكم. وفي ذلك الفوز الأكبر إن شاء الله ... قد يكون حدث بيننا وبينكم سوء تفاهم في الماضي. فلا بد إذن من التفاهم والتأمينات. وذلك بأن تحدد الحدود بيننا وبينكم فتزول الشكوك وتتضاعف من أهل نجد المساعدات.

عندما وصل هذا الكتاب إلى صاحب الجلالة زمجر في جريدة القبلة، وفي الديوان الهاشمي، فسمع صوته في نجد. قال عظمة السلطان: «لا أذكر من جوابه غير هذه الكلمات: إما أنك سكران يا ابن سعود، وإما أنك مجنون، أفلا تعلم لأي أمر قمنا وأي غرض نبغي؟»

كتب عبد العزيز إلى الوكيل البريطاني في البصرة يطلب الاجتماع به في القريب العاجل، فاجتمعا في العقير. وبعد أن اطلع السر برسي كوكس على كتاب الحسين قال:

لا تكترث به. نحن ضامنون استقلالك ونتعهد بألا يتعدى عليك الشريف أو غيره. وأنت تعلم أن أية حركة على الشريف اليوم هي علينا ومساعدة لأعدائنا وأعدائك.

وقد ألح عليه في هذا الاجتماع أن يعطيه جوابا قاطعا ألا يكون بينه وبين الشريف محاربة، فوعده بذلك على شرطين؛ أولهما: ألا يتدخل الشريف في شئون نجد، والثاني: ألا يتكلم باسم العرب ويدعو نفسه ملك العرب. تعهد السر برسي بذلك، ثم دعا عبد العزيز لزيارة البصرة، فلبى الدعوة، وعرج في طريقه على الكويت ليعزي آل صباح بوفاة كبيرهم الشيخ مبارك.

Bilinmeyen sayfa