Modern Nejd Tarihi ve Ekleri
تاريخ نجد الحديث وملحقاته
Türler
الفصل الحادي والعشرون
هادمة العهود ومفرقة الوفود
هي الحرب العظمى! ومع أن الذي هدمته في البلاد العربية لم يكن غير اليسير في بادية الأطلال فلا بد، ونحن نكتب تاريخا عربيا، من أن نقف عنده وقوف الأثري فنكشف النقاب من أجل التاريخ عن شيء من أدفانه.
جاءت الوفود وراحت إلى الحساء والكويت، فتفاوض المتفاوضون، وتنافس الخاطبون ود ابن سعود. على أنه لم يتجسم من النتائج ما يستحق الاسم والتسجيل غير ذاك الاتفاق الذي تم في الصبيحية وأقره الباب العالي.
والغريب العجيب من أمر ذاك الباب العالي هو أن يمينه - إذا أذن البيانيون بالاستعارة - لم تعلم بما كانت تعمل يسراه. أو إن رجاله في العراق كانوا في واد، ورجاله في الحجاز في آخر، بل كان الفريقان في عزلتين، عزلة تبعد الزملاء بعضهم عن بعض، وعزلة تبعدهم كلهم عن النور الأعلى، نور ذاك الباب المشهور. فتعددت الوفود في باب ابن سعود، وعقدت عهود ناسخة لعهود، ولكن الحرب العظمى، لحسن حظ الدولة العليا، هدمت الناسخ والمنسوخ، ومحت بطلقة نار كلام الليل وكلام النهار .
وهاكم الحوادث شهودا. قبل أن يجتمع وفد السيد طالب النقيب بابن سعود في الصبيحية اجتمع سعود بن الرشيد بوالي البصرة شفيق كمالي باشا قرب الزبير، وتم الاتفاق بينهما على أن تساعد الدولة في محاربة ابن سعود، وقد قدمت لابن الرشيد عشرة آلاف بندقية، وكثيرا من الذخائر وشيئا من المال.
لم يعلم ابن سعود بهذا الاتفاق إلا بعد رجوعه إلى الرياض، فكتب إلى ابن الرشيد يذكره بعهد الصلح الذي بينهما، ويعيب عليه اتفاقه والأتراك. فأجاب ابن الرشيد: «إني من رجال الدولة، ومصالحتي وإياك لا تكون إلا إن رضيت الدولة بها.» فعد عبد العزيز ذلك خيانة منه، وكتب إليه يقول: «إذا كنت مصرا على نكث العهد فالمقاومة أولى.»
وما خطر في باله عندما كتب هذه الكلمة أن أوروبة كانت يومئذ ترددها، وقد قامت الدول هناك بعضها على بعض بالسلاح.
شبت الحرب العظمى، فسارع عبد العزيز، عندما اتصل به خبرها، إلى مراسلة أمراء العرب - الشريف حسين، وابن الرشيد، وابن الصباح - في الموضوع، فأرسل النجابة يحملون كتابا منه هذا فحواه:
قد علمتم ولا شك بوقوع الحرب، فأرى أن نجتمع للمذاكرة علنا نتفق فننقذ العرب من أهوالها، ونتحالف ودولة من الدول لصون حقوقنا وتعزيز مصالحنا.
Bilinmeyen sayfa