Modern Nejd Tarihi ve Ekleri
تاريخ نجد الحديث وملحقاته
Türler
إننا هاجمون على الترك في الكوت، وإننا منتصرون بإذن الله، امشوا كأنكم بكم إلى غرضكم، ولا تضجوا. إذا كلمكم أحد فلا تجيبوه، حتى وإن ضربتم بالبنادق ونحن في الطريق فلا تضربوا. أما وقد صرتم في الكوت فحاربوا من حاربكم ووالوا من والاكم، ولكن البيوت لا تدخلوها والنساء لا تدنوا منهن.
قال ذلك ومشى أمامهم، ساروا على الأقدام، وهم يحملون جزوع النخل والحبال، فلما وصلوا إلى السور قسمهم ثلاث فرق، فقال للفرقة الأولى: «أنتم تسيرون إلى الباب الجنوبي فتقبضون على الحرس وتستولون على الباب وما يليه.» وللفرقة الثانية: «وأنتم تسيرون إلى السرايا عل المتصرف فيها فتأسرونه.» وللفرقة الثالثة: «وأنتم تتفرقون في أبراج السور، هذي هي أوامري فاعملوا بها، ولا تتعدوها.»
باشر أناس حزم الجزوع بالحبال، فصنعوا منها سلما تسلقه عشرة من ذوي الشجاعة والإقدام، ثم رموا بالحبال إلى العساكر فصعدوا ساكنين ونزلوا إلى الكوت متسللين، والحرس يسألون: من أنتم؟ فلا يجيبهم أحد.
وكانت كل فرقة عند اكتمالها داخل السور تسير إلى الجهة المعينة لها، ولكن هذا العمل لم يتم دون أن يحدث ضجة في الحصون وفي المدينة. أفاقت العساكر والأهالي من النوم، فاستولى عليهم الخوف والذعر، وهم لا يدرون من الهاجمون، علت الأصوات، وأطلقت البنادق، فأمر إذ ذاك عبد العزيز أحد رجاله أن يصعد إلى السور ويعدو عليه مناديا: «الملك لله ثم لابن سعود، من أراد العافية يلزم مكانه.»
نادى المنادي بذلك فاستبشر الناس، وكانوا يهتفون كبارهم وصغارهم: أهلا وسهلا! سمعا وطاعة! بل جاءوا بالمياه إلى العساكر كأنهم إخوانهم وقد عادوا من سفر.
أما عبد العزيز فكان لا يزال خارج السور ، فأراد أن يتسلقه، فأبى عليه ذلك من تبقى معه من الجنود، فهدموا جانبا منه، فدخل ودخلوا معه. وكان الحرس قد لجئوا إلى القلعة، وأهل الكوت، بعد أن سمعوا صوت المنادي، قد خرجوا من بيوتهم، فجاءوا يرحبون بابن سعود ويعاهدونه على الطاعة والولاء.
ثم جاء عندما أصبح الصباح من تبقى من الأهالي - جاءوا يبايعون مثل من تقدمهم - فأكرم محسنهم وعفا عن مسيئهم.
كل ذلك والأتراك تلك الليلة في حصونهم قابعون، وقد كان لهم أربعة في الهفوف وخارجها؛ اثنان داخل الكوت، وحصن إلى الجنوب، وآخر إلى الشمال في المبرز. فعندما أبلج الفجر شرعوا يطلقون البنادق والمدافع من تلك الحصون طلقات أفصحت عن الذعر الذي كان مستوليا عليهم، فلا أضروا بأحد ولا روعوا أحدا.
وعند الظهر جاء جندي من جنود ابن سعود بأسير من الترك وهو ضابط طاعن في السن، فأرسله عبد العزيز رسولا إلى المتصرف وإلى قائد الحامية. - «قل لهم يسلموا إذا كانوا يبغون العافية، ونحن نؤمنهم ونرحلهم إلى بلادهم، أما إذا أبوا فليستعدوا للقتال سنهاجمهم في مراكزهم ساعة هاجمنا البلد الليلة البارحة.»
قبل المتصرف والقائد الأمان، ثم سلمت الحامية التي كان عددها ألفا ومائتي جندي، فأذن عبد العزيز حتى بسلاحهم قائلا: «لا ننزع من الجندي العثماني سلاحه.» أما المدافع والذخائر فظلت مكانها في الحصون.
Bilinmeyen sayfa