Arap Dilbilgisinin Tarihi

Ali Şadavi d. 1450 AH
71

Arap Dilbilgisinin Tarihi

تاريخ النحو العربي: منظورا إليه من جهة تطور مفهومه: تأملات استكشافية

Türler

13

يمنح نظرة شاملة للقياس؛ أعني أصل القياس في الثقافة الإسلامية، واستمراريته في علمي الفقه والنحو. وأول شيء نلاحظه أن القياس هو حركة العقل لفهم الظاهرة، وهو أداة تنظيمية تحول «الكلام» إلى لغة، وترد التغاير والتعدد إلى النسق والنظام. إن الطريقة التي وصف بها نصر حامد أبو زيد كيفية اشتغال علم النحو لا سيما ما وصف به النحو من كونه نظاما ثانويا داخل إطار نظام موحد هو الثقافة العربية الإسلامية: وصف يفترض قبليا مفهوم القياس؛ وبناء على ذلك يتحدث أبو زيد عن الاستعداد الذي يزخر به هذا النظام.

بيد أننا يمكن أن نقر بأن القياس أداة من أدوات العلم من دون أن يكون هذا المفهوم مرتبطا بتأويل أبي زيد عن النظامين الإطار والثانوي، ولا بد من أن ندرك أن مفهوم القياس ضروري للعلوم. وحتى ما قيل عن الظهور المبكر للقياس الفقهي، فإن هذا الظهور ليس هو ما خلق الانسجام بين علمي الفقه والنحو؛ إنما افتراض العلم أن يكون العالم قد وصل إلى المرحلة التي تجعل منه عالما يفكر بأدوات العلم، ومنها القياس الذي أوصل النحو إلى أحد المفاهيم الموجهة لعلم النحو، وأعني به مفهوم المشابهة، وهو ما لم يكن حاضرا في وعي ابن مضاء لقلة خبرته بأعراف العلم.

يدعو ابن مضاء إلى إلغاء تمارين النحو غير العملية. يقول: «ومما ينبغي أن يسقط من النحو «ابن من كذا مثال كذا» فيقول قائل: «بوع» أصله بيع فيبدل من الياء واوا لانضمام ما قبلها؛ لأن النطق ثقيل.»

14

يعلق شوقي ضيف: «وهكذا يريد ابن مضاء أن يريحنا من كل ما يعدل بنا عن صيغ اللغة إلى ظنون النحاة في عبارات لا نستخدمها، وألفاظ يمتحن بها بعضها بعضا، وهي لا تجري في كلام العرب، وإنما تجري على ألسنة النحاة، كي يضيفوا إلى النحو كل ما يمكن من مشقة وتصعيب.»

15

يجانب تعليق شوقي ضيف الصواب؛ فظنون النحاة، وامتحان بعضهم بعضا هو ما يجعل من النحو علما، فعلماء النحو يختارون المسائل التي يدرسونها، وكل عالم منهم لا يعمل خارج انتمائه إلى النحاة. والحال أن هذا الانتماء إلى جماعة علمية نحوية يؤدي دورا حاسما في اشتغال العلماء؛ فامتحان علماء النحو بعضهم بعضا الذي ينتقده شوقي ضيف هو رغبة هؤلاء العلماء منتجي المعرفة النحوية في الاعتراف ببعضهم بعضا. إن القول بعدم أهمية التمارين غير العملية كونها لا تجري في كلام العرب موقف يتناسى امتلاك النحاة موقفا نظريا يتعاملون فيه مع الفكر، وليس مع ما هو موجود حقا؛ فثقافة النحو النظرية تفضي إلى وراء ما ينطقه العرب. هذا من جهة، ومن جهة أخرى يتناسى أن هذه التمارين العملية جزء من تدريب العلماء الشباب تنمي فيهم القدرة على الملاحظة والتعليل، ولكي يسيطروا على النموذج العلمي المعتمد.

الحياد العاطفي أحد معايير العلم والعلماء؛ وهذا لم يكن ممكنا عند ابن مضاء وهو متعلق بأفكاره الشخصية؛ يدافع عن وجهة نظر خاصة كونه فقيها وكونه ظاهريا، ومن دون أن يكون مقنعا بما فيه الكفاية. ربما نجد له العذر في كونه تكون معرفيا في حقول معرفية أخرى، لكن ما نشير إليه هنا هو أن ابن مضاء لم يضف شيئا إلى مفهوم النحو من حيث هو علم إن لم يكن كتابه مخيبا للآمال. وما جعله يأخذ الهالة لا سيما بين الداعين إلى تيسير النحو وتسهيله هو ما يمكن الإشارة إليه بقول ريلكة من أن الخلود يرتبط بسوء فهم شخصية ما، وأنا أعتقد أن هذا ينطبق على ابن مضاء.

المصادر والمراجع

Bilinmeyen sayfa