Arap Dilbilgisinin Tarihi
تاريخ النحو العربي: منظورا إليه من جهة تطور مفهومه: تأملات استكشافية
Türler
27
حدثت هذه النقلة من كونها مجرد لغة إلى لغة مقدسة؛ لأنهم تصوروها صدرت مباشرة عن الله. وألفاظها وأساليبها أزلية كأزلية القرآن؛ لذلك من الواجب ألا تتغير، ولا مجال للناس إلا أن يتحدثوا بها كما هي عليه، ولا مجال للعالم اللغوي إلا أن يتأمل بديع صنعها.
يختلف الأسلوب اللغوي الذي نزل به القرآن عن الأساليب اللغوية التي يتكلم بها العرب في حياتهم اليومية. ما يهم موضوعنا هو أن الذين يعرفون القرآن الكريم هم «أكثر الأشخاص المعرضين لإنتاج نصوص فيها أخطاء صحة زائدة ... لأن تدريبهم على استخدام قواعد هذا النمط من العربية غير كاف في أحسن الأحوال.»
28
تعني أخطاء الصحة الزائدة أن المتكلم أو الكاتب يعرف أن هناك فرقا بين حديثه في الحياة اليومية وبين الفصحى، لكنه لا يعرف الشكل الذي يجب أن يستخدمه، أو أنه لا يعرف كيف يستخدم شكلا دون غيره.
29
والأهمية التحليلية لمفهوم خطأ الصحة الزائدة يكمن في أن بنت الدؤلي والكتاب الذين يحررون الرسائل الديوانية ربما كانوا يعرفون الفرق بين الحديث اليومي وبين الفصحى، لكنهم لا يعرفون الشكل الذي يستخدمونه.
لا يفسر جو المرحلة الفكري وحده نشأة النحو على النحو الذي قالت به حكايات نشأته؛ فهناك أيضا الاعتقاد المشترك بين الناس الذي يتولد عن حاجة غامضة إلى المحافظة. ف «ضرورة المحافظة على الأشكال اللغوية هي التي تدعو إلى الاعتقاد بأن الحالة الثابتة أمر واقع. وككل اعتقاد غريزي، يبلغ من قوة هذا الاعتقاد ألا يعد هذا الواقع واقعا ذاتيا محضا، بل ينتهي إلى أن يتشيأ، وبفضله تكون التغيرات أبطأ مما لو عدم هذا الوهم الضروري الحيوي.»
30
أين العقل من هذا الاعتقاد ؟ حاضر، ولكن مهمته أن يبين للناس أخطاءهم اللغوية؛ أي ينبغي أن يشغل في حدود تعريف الناس بما يرتكبونه من ضلاله حين يتحدثون، كما ورد في الأثر، عن وصف لحن أحد الرجال. يستخدم العقل هنا لدعم الإيمان بقدسية اللغة العربية في أن تظل كما هي، وسيظل هذا الدعم لكي تجتمع حرارة الإيمان بقدسية اللغة العربية مع حجج العقل.
Bilinmeyen sayfa