هو مؤيد الدين أبو الفضل محمد بن عبد الكريم بن عبد الرحمن الحارتي. مولده ومنشؤه بدمشق، وكان يعرف بالمهندس لجودة معرفته بالهندسة، وشهرته بها قبل أن يتحلى بمعرفة صناعة الطب، واشتغاله أيضا بالأدب.
وكان في أول أمره نجارا، وكان تكسبه بصناعة النجارة، وأكثر أبواب البيمارستان الكبير النوري بدمشق كان من نجارته وصنعته وبقي، سنينا كثيرة يطب بالبيمارستان النوري إلى حين وفاته في سنة 599ه ودفن بدمشق وعاش نحو السبعين سنة، وله من الكتب: كتاب في الأدوية المفردة على ترتيب حروف أبجدية وغيره من كتب الأدب، مقالة في معرفة رؤية الهلال، واختصار كتاب الأغاني الكبير لأبي الفرج الأصبهاني، وكتاب في الحروب والسياسة. (2-16) رشيد الدين بن الصوري
Rashid EL-Din Ibn AL-Sori (573-639ه/1177-1241م)
هو أبو المنصور بن أبي الفضل بن علي الصوري. كان أوحد في معرفة الأدوية المفردة وماهياتها واختلاف أسمائها وصفاتها وتحقيق خواصها وتأثيراتها، ومولوده في سنة 573ه بمدينة صور، ونشأ بها ثم انتقل إلى بغداد، واشتغل بصناعة الطب على الشيخ موفق الدين عبد العزيز السلمي، والشيخ موفق الدين عبد اللطيف البغدادي، وأقام بالقدس سنين، وكان يطب في البيمارستان الذي كان فيه، وصحب الشيخ أبا العباس الجياني، وكان شيخا فاضلا في الأدوية المفردة، متفننا في علوم أخرى، فانتفع بصحبته، وتعلم أكثر ما يفهمه، واطلع رشيد الدين الصوري أيضا على كثير من خواص الأدوية المفردة حتى تميز على كثير من أربابها، وأربى على سائر من حاولها، واشتغل بها، وكان قد خدم بصناعة الطب الملك العادل أبا بكر بن أيوب في سنة 612ه واستصحبه من القدس إلى الديار المصرية، وبعد وفاته خدم ولده الملك المعظم عيسى بن أبي بكر، وبعد وفاته خدم ولده الملك الناصر داود بن الملك المعظم وفوض إليه رياسة الطب، ثم أقام بدمشق لما توجه الملك الناصر إلى الكرك، وكان له مجلس للطب، وتوفي رشيد الدين الصوري يوم الأحد أول شهر رجب سنة 639ه/1241م بدمشق.
ولرشيد الدين الصوري من الكتب كثير، منها الأدوية والمفردات: (1)
كتاب الأدوية المفردة. (2)
الرد على كتاب التاج البلغاري في الأدوية المفردة. (3)
كتاب الأدوية المفردة للصوري. (4)
كتاب للنبات مصور بالألوان.
هذا الكتاب (أصيبعة ج2 ص219) بدأ بعمله في أيام الملك المعظم وجعله باسمه، واستقصى فيه ذكر الأدوية المفردة، وذكر أيضا أدوية اطلع على معرفتها ومنافعها لم يذكرها المتقدمون؛ وكان يستصحب مصورا ومعه الأصباغ والليق، على اختلافها وتنوعها، فكان يتوجه رشيد الدين الصوري إلى المواضع التي بها النبات مثل جبل لبنان، وغيره من المواضع التي قد اختص كل منها بشيء من النبات، فيشاهد النبات ويحققه ويريه للمصور، فيعتبر لونه، ومقدار ورقه وأغصانه، وأصوله ويصور بحسبها، ويجتهد في محاكاتها، ثم إنه سلك أيضا في تصوير النبات مسلكا مفيدا، وذلك أنه كان يرى النبات للمصور في أبان نباته وطراوته، فيصوره، ثم يريه إياه وقت كماله، وظهور بزره، فيصوره تلو ذلك، ثم يريه إياه أيضا في وقت ذواه ويبسه، فيصوره، فيكون الدواء الواحد يشاهده الناظر إليه في الكتاب وهو على أنحاء ما يمكن أن يراه به في الأرض فيكون تحقيقه له أتم، ومعرفته أبين (وهذا الكتاب مفقود). (2-17) موفق الدين عبد اللطيف البغدادي
Bilinmeyen sayfa