قال ابن جلجل: وكان هؤلاء النفر كلهم في زمان واحد مع نقولا الراهب، أدركتهم وأدركت نقولا الراهب في أيام المستنصر وصحبتهم في أيام الحكم، وفي صدر دولته مات نقولا الراهب، فصح ببحث هؤلاء النفر الباحثين عن أسماء عقاقير كتاب ديسقوريدس تصحيح الوقوف على أشخاصها بمدينة قرطبة خاصة بناحية الأندلس، ما أزال الشك فيها عن القلوب، وأوجب المعرفة بها بالوقوف على أشخاصها، وتصحيح النطق بأسمائها بلا تصحيف إلا القليل منها الذي لا بال به ولا خطر له، وذلك يكون في مثل عشرة أدوية.
قال: وكان لي في معرفة تصحيح «هيولا الطب» الذي هو أصل الأدوية المركبة حرص شديد وبحث عظيم، حتى وهبني الله من ذلك بفضله بقدر ما أطلع عليه من نيتي، في إحياء ما خفت أن يدرس، وتذهب متعته لأبدان الناس. (1-1) نسخ الكتاب المخطوطة
وقد اطلعت على نسخة من كتاب الحشائش ل (ديسقوريدس) منقولة بالتصوير الشمسي عن نسخة بمكاتب الآستانة، ومحفوظة بدار الكتب الملكية بالقاهرة تحت رقم (1029طب) ومكتوب عليها في الصفحة الأولى كتاب الحشائش في الطب ل (ديسقوريدس العين زربى)، وفي الصفحة التالية كتاب ديسقوريدس العين زربى في هيولي علاج الطب، نقل إصطفن بن بسيل وإصلاح حنين بن إسحاق، وهي خمس مقالات مصورة برسوم النبات، وليس يوجد عليها تاريخ، وهي تقع في 372 صفحة، وخطها واضح إلا أنها قليلة الإعجام، وكثيرة الأغلاط.
ونسخة أخرى مأخوذة بالتصوير الشمسي عن نسخة في مكاتب الآستانة ومحفوظة بدار الكتب الملكية تحت رقم (1029 طب) وهي مصورة كذلك، وهي بالجملة كالنسخة السابقة من حيث الخط، إلا أنها تنقصها المقالة الأولى برمتها وبعض أوراق أي صحائف من المقالات الأربع الأخر، والمقالات مختلفة الترتيب، أعني أن المقالة الخامسة معدودة السابعة ومكتوب في آخرها ما يأتي:
أنهاه نسخا عبد الله بن الفضل سبط الأعز حامدا لله، ومصليا على رسوله
صلى الله عليه وسلم ، وذلك في شهر رجب المبارك من سنة إحدى وعشرين وستمائة (سنة 621ه) وحسبنا الله. ا.ه.
وبعد هذه المقالة رسالة أخرى عنوانها: كتاب الكرمة صنعة حنين ابن إسحاق.
وفي أول صحيفة منها: قول حنين بن إسحاق مما ذكره جالينوس في الجزء الرابع من المقالة الثانية من كتابه في قوى الأدوية والأغذية، وهو الذي يذكر فيه الكرمة وما يضاف وينسب إليها مما هو فيها ولها، أعني من أجزائها الداخلة فيها والخارجة منها، وأصناف الكروم وألوان الأعناب والخمور على طريق المسألة والجواب تذكرة ورياضة لداود وإسحاق ولديه.
والنسخة الثالثة: هي نسخة قديمة مصورة فيها اختلاف كبير في ترتيب المقالات، فالمقالة الثالثة فيها هي المقالة الأولى في الترتيب في النسخة الأولى، وباقي المقالات مختلفة الترتيب بحيث يصعب فصلها.
وفي آخر النسخة مقالتان، مكتوب في أولهما أن الأولى هي المقالة السادسة، وأن الثانية هي المقالة السابعة المقول بأنهما منحولتان إلى ديسقوريدس.
Bilinmeyen sayfa