Osmanlı Fethinden Yakın Zamana Kadar Mısır Tarihi

Ömer İskenderi d. 1357 AH
37

Osmanlı Fethinden Yakın Zamana Kadar Mısır Tarihi

تاريخ مصر من الفتح العثماني إلى قبيل الوقت الحاضر

Türler

ثم وجه همته لفتح الشام، فأنفذ لذلك جيشا به 30000 مقاتل بقيادة «محمد بك أبي الذهب»، فكان حليفه النصر واستولى على كثير من مدن الشام.

وعند ذلك أكبر «أبو الذهب» على سيده هذا الملك العظيم فحسده، ورأى أيضا أن الدولة ربما التفتت لمصر وأرجعتها إلى سلطانها فيصبح علي بك وأتباعه في خطر، فخطب ود الباب العالي واتفق معه على أن ينزع الملك من علي بك، ويقبض هو على زمام الأمور بمصر، مع الخضوع للدولة. فقصد مصر بالجيش الذي كان معه بالشام، ولم يلبث أن استولى على البلاد، وفر علي بك إلى عكاء واحتمى بحاكمها مرة أخرى، وهنالك وجد أسطولا للروسيا، ففاوضه بشأن تحالفه معها، فأمده الأسطول بالذخيرة والرجال؛ وبذلك استرجع المدن السورية التي كان قد فتحها له أبو الذهب، وعادت إلى الدولة بعد رجوع أبي الذهب عن الشام.

مراد بك (عن كتاب وصف مصر).

ثم جاءته الأخبار من مصر أن الناس في استياء من حكم أبي الذهب، وأنهم يودون قدومه لإنقاذهم منه؛ فخرج إلى مصر بقوة صغيرة، فانتصر أولا على جيوش أبي الذهب بجهة الصالحية، ثم دس هذا على رجال علي بك من أوقع في قلوبهم الفتنة، فانقبلوا على «علي بك» وخذلوه، فانهزمت جيوشه وأخذ هو أسيرا إلى القاهرة، فمات بها بعد بضعة أيام بسبب الجراح التي أصابته وهو يدافع في الواقعة الأخيرة دفاعا شديدا.

ومن أعماله تجديد قبة الإمام الشافعي، وإنشاء سوق ببولاق.

وكافأ الباب العالي «أبا الذهب» على ذلك، فمنحه لقب «باشا» وولاه حكم مصر سنة (1186ه/1772م)، فلم يتمتع بذلك؛ إذا مات بعدها بعامين، ودفن بجامعه الذي شيده أمام الأزهر، وهو آخر جامع كبير أنشئ بمصر في عهد العثمانيين.

عند ذلك قبض على أزمة الأمور اثنان من المماليك، وهما: «إبراهيم بك» و«مراد بك»، واتفقا على أن يتوليا شياخة البلد وإمارة الحج بالتناوب كما حدث بين رضوان بك وإبراهيم بك من قبل. فوقع بينهما شيء من الاختلاف في أول الأمر، ثم صلح ما بينهما وبقيا قابضين على مقاليد الأمور من ذلك الحين إلى أن أغار الفرنسيون على البلاد سنة (1213ه/1798م)، ما عدا فترة (من 1786 إلى 1790م) عاد النفوذ فيها إلى العثمانيين.

وذلك أن الدولة أرسلت حملة لتوطيد السكينة وإطفاء الفتن التي انتشرت في البلاد في أوائل حكم إبراهيم بك ومراد بك، فوصلت الحملة في شهر يونيو سنة 1786م، واستولت على القاهرة بعد قتال لم يقو فيه المماليك على مقاومة المدافع التركية؛ ففر إبراهيم ومراد إلى الصعيد.

وعهد العثمانيون بشياخة البلد لأحد بيكوات المماليك المدعو «إسماعيل بك» وفي سنة (1205ه/1790م) حدث بالبلاد وباء شديد اكتسح أسرة إسماعيل بك، فعاد إبراهيم بك ومراد بك من الصعيد واستردا منصبهما، وأخذا يحكمان البلاد بحزم لا بأس به، إلا أنهما اشتطا في ابتزاز أموال الناس، وخصوصا التجار، حتى الفرنج منهم؛ فكثرت شكاوى هؤلاء إلى دولهم؛ مما لفت نظر أوروبا إلى مصر وجعله الفرنسيس ذريعة لإغارتهم عليها في (1213ه/1798م).

وقد أدخل الترك كثيرا من الألقاب في مصر، لا يزال كثير منها مستعملا إلى الآن، منها: لقب «باشا» الذي كان يطلق على الولاة المرسلين من القسطنطينية، ولقب «أغا» وكان يطلق على قائد الجيش أو الفرقة الواحدة، ولقب «كتخدا» أو «كخية» وهو وكيل الباشا، وكان يطلق أيضا على موظف خاص في كل فرقة بالجيش، أما لقب «البك» و«الأفندي» فكان لكل منهما معنى خاص في مبدأ الأمر فقد بالتدريج حتى صارا يستعملان في معنييهما الحاليين.

Bilinmeyen sayfa