Modern Mısır Tarihi: İslami Fetih'ten Bugüne ve Eski Mısır Tarihine Dair Notlar
تاريخ مصر الحديث: من الفتح الإسلامي إلى الآن مع فذلكة في تاريخ مصر القديم
Türler
فبعث قايت باي الأزبكي ثانية لدفع العثمانيين فواقعهم في ترسوس فغلبوه أولا، ثم عاد إليهم وفاز بهم وأعادهم القهقرى، وعاد إلى القاهرة ظافرا فخلع عليه قايت باي. ثم رأى أن يغتنم كونه ظافرا لمصالحة العثمانيين؛ فبعث إلى بيازيد في ذلك فأجابه مهددا، وطلب إليه أن يتنازل له عن ترسوس وأدنة، وأنه إذا لم يفعل يدعو الناس إلى الجهاد، فيجتمع تحت لوائه كل من يدعو لآل عثمان فيجيء مصر ويفتحها فتحا مبينا. فخاف قايت باي، وتنازل عن المدينتين اكتفاء بأهون الشرين، وكان ذلك سنة 896ه.
وعاش قايت باي بعد مصالحة الدولة العثمانية خمس سنوات، وتوفي في 22 ذي القعدة سنة 901ه بعد أن حكم 29 سنة وأربعة أشهر وعشرين يوما فبكاه الناس، ومن آثاره: جامعه المعروف باسمه إلى هذا العهد في القرافة خارج القاهرة، وفيه مقام قايت باي، وهو مثال لما بقي من مدافن المماليك في تلك الجهة، وبنى قايت باي جامعا في جزيرة الروضة لا يزال يشاهد هناك إلى هذا اليوم. (18) سلطة محمد بن قايت باي ثم قنسو خمسمائة ثم قنسو أبي سعيد ثم قنسو جانبلاط ثم الملك العادل طومان باي (من سنة 901-906ه /1495-1501م)
وتولى بعد قايت باي ابنه أبو السعادة محمد، ولقب بالملك الناصر، ولم يجلس على سلطنة مصر رجل أقل لياقة لها منه، فإنه كان أحمق جبيصا وحشيا لا ديدن له إلا الانغماس في الملذات الحيوانية، ولو كلفه ذلك ارتكاب شر الآثام، وقد زادت قحته حتى سلخ جلد أحد مماليكه حيا، فثار عليه المماليك وخلعوه بعد أن حكم ستة أشهر.
وبايعوا الأمير قنسو الملقب بخمسمائة؛ لأنه ابتيع بالأصل بخمسمائة دينار، ولقبوه بالملك الأشرف، وبعد خمسة أشهر تنازل عن الملك عجزا، فأعادوا الملك الناصر محمد ثانية لكنه لم يبق إلا 18 شهرا ونصف فذبحه المماليك في 16 ربيع أول سنة 904ه.
وبايعوا عم قنسو واسمه قنسو الثاني، الملقب بأبي سعيد، ولقبوه بالملك الظاهر، ولم يقبل هذا المنصب الخطر إلا بالرغم عنه، وبعد عشرين شهرا وبضعة أيام عزلوه، وبايعوا قنسو الثالث جانبلاط ولقبوه بالملك الأشرف، ولم يحكم إلا سبعة أشهر، ثم خلع في 18 جمادى الآخر سنة 906ه.
فأقام أمراء دمشق الأمير سيف الدين طومان باي، وكان من مماليك قايت باي، ولقبوه بالملك العادل. فوافقهم أمراء القاهرة على ذلك، وبعد ثلاثة أشهر أضمر له المماليك مكيدة يقتلونه بها، فعلم هو بذلك ففر طلبا للنجاة، فأوى إلى مكان ظنه ملجأ حصينا مكث فيه أربعين يوما، ثم اكتشف عليه المماليك، وقتلوه في ذي القعدة سنة 906ه.
ثم اجتمع المماليك والأعيان وأرباب الدولة، وتداولوا فيمن يجب أن يختاروا؛ ليحكم فيهم من أهل اللياقة، فأقروا على الأمير قنسو الرابع الملقب بالغوري، وكان هو أيضا من مماليك قايت باي، وكان رجلا تقيا مخلصا محترما عفيفا غير عالم بما كان يتخاصم عليه الأمراء، وما كانوا يدسونه من الدسائس. فلما بلغه أمر مبايعته انذهل ورفض قائلا للذين انتخبوه: «لا أخالف لكم أمرا، إنما أراني غير لائق بهذا المنصب؛ لأني لم أعتد معاناة الأحكام، والأمر والنهي.» فأجابوه أن صدق نيته، وإخلاصه، وثقة الناس فيه كافية لاستحقاقه هذا المنصب. فلم ير بدا من القبول لكنه قال لهم: «أكون في غاية السرور إذا جئتموني يوما تنبئونني بالإقالة من هذا المنصب، فأرجع إلى ما اعتدته من معيشة السكينة.» فولوه في غرة شوال من تلك السنة، ولقبوه بالملك الأشرف أيضا. (19) سلطنة قنسو الغوري (من سنة 906-922ه/1501-1516م)
فاستلم الغوري مقاليد الأحكام، وأخلص في الحكم؛ فاطمأنت البلاد، وسكن حالها فأخذ في إصلاح شأنها؛ فابتنى في القاهرة جامعا، ومدرسة ينسبان إليه، وهما: مدرسة الغورية، وجامع الغورية في أول شارع الغورية في السكة الجديدة كل منهما إلى جانب من الطريق. فإلى الشرق البناية التي كانت فيها المدرسة، ويليها إلى الجنوب مدفن فيه مقام بعض أهله، وإلى الغرب الجامع، ويظهر للناظر عندما يشرف عليه أنه هائل، وهو مبني على مثال جامع قايت باي، وعلى القبلة كتابة كوفية، وقد رمم بمساعي جمعية حفظ الآثار، وإلى الشمال سبيل جميل. ثم كانت الحوادث السياسية فتوقف الغوري عن إتمام ما كان يقصده من البناء والتحسين، فإن البرتغاليين لما استولوا على بعض بلاد الهند أثقلوا على العلاقات التجارية بينها وبين مصر؛ فجهز قنسو الغوري إلى محاربتهم حملة عظيمة ذهبت غنيمة باردة لجيوش الإفرنج في البحر الأحمر.
وفي سنة 918ه جاء كركود أخو السلطان سليم بن بيازيد «سليم الأول» إلى مصر ملتجئا إليها بعد أن تخاصم مع أخيه على الملك كما حصل بجم وبيازيد المتقدم ذكرهما، فرحب به قنسو الغوري ترحابا عظيما، وجهزه بعشرين بارجة بحرية؛ لافتتاح القسطنطينية، فذهبت هذه العمارة غنيمة لمراكب أورشليم في البحر المتوسط، ولم تكن النتيجة إلا إثارة غضب السلطان سليم على مصر فجهز إليها، وابتدأ بافتتاح الحدود السورية، وأرسل إلى مصر رسائل التهديد. فاتحد الغوري مع ملك الفرس إسماعيل شاه على قهر العثمانيين، وكان الفرس في حرب معهم إلا أن الجيوش العثمانية لم تبال بكثرة العدد؛ فشتتت الجيشين وأي تشتيت.
فعمد قنسو الغوري إلى مخابرة العثمانيين بأمر الصلح على أي وجه كان، وبعث إلى السلطان سليم بذلك، فسارت الرسل حتى أتوا السلطان سليم فخروا ساجدين، وخاطبوه بأمر الصلح، فقال لهم وقد استشاط غيظا: «لقد فات الأوان، انهضوا وارجعوا إلى سلطانكم، وقولوا له: إن الرجل لا تعثر بحجر واحد مرتين، وها أنا ذاهب إلى القاهرة فليستعد للدفاع إن كان له أهلا.»
Bilinmeyen sayfa