Modern Mısır Tarihi: İslami Fetih'ten Bugüne ve Eski Mısır Tarihine Dair Notlar

Curci Zeydan d. 1331 AH
200

Modern Mısır Tarihi: İslami Fetih'ten Bugüne ve Eski Mısır Tarihine Dair Notlar

تاريخ مصر الحديث: من الفتح الإسلامي إلى الآن مع فذلكة في تاريخ مصر القديم

Türler

ثم إن الملك الظاهر أراد أن يثبت نسب الإمام أحمد بأنه من ذرية بني العباس؛ لأن الخلافة كانت خالية من حين قتل الخليفة المستعصم فعقد مجلسا من القضاة والعلماء والمشايخ، وأثبتوا نسبه فأقامه خليفة في القاهرة، ولقبه بالمستنصر بالله. فأصبحت القاهرة من ذلك الحين مقر الخلفاء العباسيين، وقد ذهب نفوذهم إلا من الوجه الديني، وهو الذي كان الظاهر في حاجة إليه لتأييد سلطانه. فحالما بويع المستنصر ثبت الملك الظاهر في منصبه، ورافق نزول العباسيين في القاهرة قحط عم سائر القطر فتشاءم الناس بحلولهم. أما بيبرس فلم يأل جهدا في استجلاب الأقوات من جهات سوريا وغيرها، وتفريقها في الناس فأنقذ بلاده من ضيق عظيم.

ثم أراد بيبرس أن يسترجع بغداد للخلفاء العباسيين فأنفذ مع الخليفة المستنصر بالله جندا كبيرا؛ لإخراج التتر منها، وتسليمها للخليفة المستنصر فلاقاهم التتر في الطريق فحاربوهم، وشتتوا شملهم، وقتلوا الخليفة ولم يجلس على كرسي الخلافة إلا خمسة أشهر وعشرين يوما، فبايعوا في القاهرة الخليفة الحاكم بأمر الله. ثم ألجئ بيبرس إلى تجريدة أخرى انتقاما من فتح الدين رئيس قلعة الكرك، وسبب ذلك: أن بيبرس قبل توليه سلطنة مصر كان قد ترك امرأته عند فتح الدين، وقاية لها مما كان يقاسيه من الأسفار والعذاب، وعهد إليه رعايتها فلم يحترم هذا حرمة الدين والشرف ففتك بها بغير وجه الحق. فاتصل ذلك ببيبرس، وكان قد تولى أمور مصر فثار فيه حب الانتقام. فجرد إلى الكرك وحاصر قلعتها، وكانت منيعة الجانب طالما امتنعت على كبار الفاتحين ومنهم السلطان صلاح الدين. ثم تمكن بيبرس من القبض على فتح الدين احتيالا، وسلمه إلى امرأته فقتلته على مثل ما قتلت عليه شجرة الدر. فأمست الكرك بغير رئيس. فسلمت وصارت جزءا من مملكة مصر.

شكل 11-3: قلعة الكرك لما فتحها بيبرس.

ولما عاد بيبرس إلى القاهرة حشد جيشا كبيرا لمناهضة الصليبيين، وكانوا لا يزالون حاكمين في أماكن كثيرة من فلسطين فدارت الحرب بينهما سجالا مدة سنتين (سنة 663 و664) وانتهت باستيلاء بيبرس على قيصرية، وهو محاصر عكا ألجئ إلى المسير لمحاربة التتر، وكانوا قد استولوا على دمشق بمساعدة أهل أرمينيا، وهددوا سائر سوريا. فأغفل حصار عكا وسار فلما وصل إلى دمشق لم يجد عدوا؛ لأن هولاكو كان قد مات، وتشتت جيوشه فسار بيبرس إلى أرمينا، وكان عليها ملك مسيحي يقال له هينون فاستولى على عاصمتها سيس، وعلى سائر مدنها، وتابع فتوحه إلى الأناضول، فهاجمه ريكا خان بن هولاكو وولي عهده فأعاده على أعقابه فرجع إلى سوريا وفتح صفد وذبح أهلها. ثم رجع إلى عاصمته بعد أن فتح أيلة على البحر الأحمر. (6-2) الآداب العمومية

وقضى بيبرس سنة 665ه في القاهرة يستعد لحرب جديدة، وينظم داخليته فأبطل ضمان الحشيش، وجهاته، وأمر بإراقة الخمور، وإبطال المنكرات، وتعفية بيوت المسكرات، ومنع الحانات والخواطئ بجميع أقطار مملكة مصر والشام. فطهرت من ذلك البقاع، وعادت البلاد إلى الهدوء والرغد فقال أحد الشعراء المعاصرين:

ليس لإبليس عندنا إرب

غير بلاد الأمير مأواه

حرفته الخمر والحشيش معا

حرمتا ماؤه ومرعاه

ثم رأى أن بعض الرعية لا يزالون على ما كانوا قد اعتادوه من الفواحش فأمر بمنع النساء الخواطئ من التعرض للبغاء، ونهب الحانات التي كانت معدة لذلك، وسلب أهلها جميع ما كان لهم، ونفى بعضهم، وحبس النساء حتى يتزوجن، وكتب بجميع ذلك توقيعا قرئ في المنابر، وعلم بعد ذلك أن الطواشي شجاع الدين عنبر المعروف بصدر الباز يشرب المسكر فشنقه تحت قلعة الجبل، ولا شك أن الملك الظاهر لم يشدد في إبطال هذه المنكرات إلا لعلمه يقينا أن استعمالها يورث الفقر والذل، ويخمد الهمة، ويضعف عزة النفس، ويغضب الله.

Bilinmeyen sayfa