Modern Mısır Tarihi: İslami Fetih'ten Bugüne ve Eski Mısır Tarihine Dair Notlar
تاريخ مصر الحديث: من الفتح الإسلامي إلى الآن مع فذلكة في تاريخ مصر القديم
Türler
وقد نزلا للحرب واحتدم اللقا
ولا طعن إلا بالمثقفة الملد
وعظم الفارس أقطاي في عيون المصريين؛ لما أظهره من البسالة والإقدام في الحروب الأخيرة فلقبه أحزابه بالملك، وتزوج أخت المنصور سلطان حماه، وأسكنها في القلعة؛ لاتصال حبل قرباها بالعائلة الملوكية، فأوجس أيبك شرا من نفوذ الفارس المذكور حتى خشي مناظرته في الملك فأخذ يسعى في التخلص منه، وكان الفارس زعيما لحزب من المماليك الصالحيين، وكانوا يطلبون له المشاركة في الملك مع الملك الأشرف، وما زالوا حتى نالوا مطلوبهم فرقى كثيرين منهم، وفي جملتهم سيف الدين قطز الذي صار بعد ذلك ملكا.
أما الفارس أقطاي فقتله أيبك وهو داخل بسراي القلعة، ثم خشي الوقوع في شر أعماله فأمر بإقفال القلعة وأبواب المدينة، ولبث يتوقع الحوادث فلم تمض برهة حتى جاء الأمراء الصالحيون تحت رئاسة بيبرس، وتجمهروا على أبواب القلعة، وطلبوا الفارس أقطاي وهم يحسبونه مأسورا، فرمى إليهم برأسه من على السور، فلما علموا بقتله ارتاعت قلوبهم فعمدوا إلى الفرار نحو باب القراطين ففتحوه، وساروا قاصدين سوريا، وبقي منهم شرذمة قبض عليهم، وأودعوا السجن.
فلما تخلص الملك المعز أيبك من طائفة الصالحين قبض على الملك الأشرف، وألقاه في سجن مظلم، فمات فيه تعسا بعد أن حكم سنة وشهرا.
وترى في شكل
11-2
صورة النقود التي ضربت على عهد الملك الأشرف بن يوسف، وعليها اسمه، واسم الإمام المستعصم بالله العباسي، والأشرف آخر من ملك مصر من الأيوبيين، وحكم بعض أفراد هذه العائلة في دمشق وحلب وحمص وميافرقين.
شكل 11-2: نقود الملك الأشرف.
إلا أن هؤلاء لم تمض عليهم عشر سنين حتى انقرضوا، ولم يبق منهم إلا فرع واحد في حماه بقي حاكما فيها قرنا بعد انقراض جميع الدولة، وكانت سلطته ضعيفة؛ لانحصارها في تلك الإمارة الصغيرة، وقد جاء من نسله أبو الفدا المؤرخ المشهور سنة 718ه، وقد نسي كثيرون منا ذكر الدولة الأيوبية وفتوحاتها العظيمة، ولكنا لم ننس أبا الفدا؛ لأنه ترك لنا ذكرا لا يمحى بتأليفه المشهور.
Bilinmeyen sayfa