Modern Mısır Tarihi: İslami Fetih'ten Bugüne ve Eski Mısır Tarihine Dair Notlar

Curci Zeydan d. 1331 AH
184

Modern Mısır Tarihi: İslami Fetih'ten Bugüne ve Eski Mısır Tarihine Dair Notlar

تاريخ مصر الحديث: من الفتح الإسلامي إلى الآن مع فذلكة في تاريخ مصر القديم

Türler

ووجد في رمضان بمصر رجل، وقد جردت عظامه عن اللحم فأكل وبقي قفصا كما يفعل الطباخون بالغنم، ومثل هذا أعوز جالينوس مشاهدته، ولذلك تطلبه بكل حيلة، وكذلك كل من آثر الاطلاع على علم التشريح، وحين ما نشم الفقراء في أكل بني آدم كان الناس يتناقلون أخبارهم، ويفيضون في ذلك استفظاعا لأمره، وتعجبا من ندوره، ثم اشتد قرمهم إليه، وضراوتهم عليه بحيث اتخذوه معيشة ومطيبة ومدخرا، وتفننوا فيه، وفشا عنهم، ووجد بكل مكان من ديار مصر فسقط حينئذ التعجب والاستبشاع، واستهجن الكلام فيه والسماع له.

ولقد رأيت امرأة مشججة يسحبها الرعاع في السوق، وقد ظفر معها بصغير مشوي تأكل منه، وأهل السوق ذاهلون عنها، ومقبلون على شئونهم لم أر فيهم من يعجب لذكر ذلك أو ينكره، فعاد تعجبي منهم أشد، وما ذلك إلا لكثرة تكرره على إحساسهم حتى صار في حكم المألوف الذي لا يستحق أن يتعجب منه، ورأيت قبل ذلك بيومين صبيا نحو الرهاق مشويا، وقد أخذ به شابان أقرا بقتله وشيه وأكل بعضه.

وفي بعض الليالي بعيد صلاة المغرب كان مع جارية فطيم تلاعبه لبعض المياسير، فبينما هو إلى جانبها اغتنمت غفلتها عنه صعلوكة فبقرت بطنه وجعلت تأكل منه نيئا، وحكى لي عدة نساء أنه يتوثب عليهن لاقتناص أولادهن ويحامين عنهم بجهدهن.

ورأيت مع امرأة فطيما لحيما فاستحسنته وأوصيتها بحفظه، فحكت لي أنها بينا تمشي على الخليج انقض عليها رجل جاف ينازعها ولدها فترامت على الولد نحو الأرض حتى أدركها فارس وطرده عنها، وزعمت أنه كان يهم بكل عضو يظهر منه أن يأكله، وأن الولد بقي مدة مريضا؛ لشدة تجاذبه المرأة والمفترس.

وتجد أطفال الفقراء وصبيانهم ممن لم يبق له كفيل ولا حارس منبثين في جميع أقطار البلاد وأزقة الدروب كالجراد المنتشر، ورجال الفقراء ونساءهم يتصيدون هؤلاء الصغار ويتغذون بهم، وإنما يعثر عليهم في الندرة وإذا لم يحسنوا التحفظ.

وأكثر ما كان يطلع من ذلك مع النساء، وما أظن العلة فيه إلا أن النساء أقل حيلة من الرجال، وأضعف عن التباعد والاستتار ، ولقد أحرق بمصر خاصة في أيام يسيرة ثلاثون امرأة كل منهن تقر أنها أكلت جماعة، فرأيت امرأة قد أحضرت إلى الوالي وفي عنقها طفل مشوي فضربت أكثر من مائتي سوط على أن تقر فلا تحير جوابا، بل تجدها قد انخلعت عن الطباع البشرية، ثم سحبت فماتت.» ا.ه. (4-2) عود الصليبيين إلى الحرب

وفي سنة 598ه أرسل الملك العادل ابنه أبا الفتح موسى الملقب بالملك الأشرف مظفر الدين إلى الرها فتملكها، ثم أضيفت إليه حران، وكان الأشرف رجلا محبوبا من الناس مسعودا مؤيدا في الحروب، وفي سنة 600ه حصلت بينه وبين نور الدين أرسلان شاه صاحب الموصل موقعة حربية عظيمة وكان النصر له.

وكان الصليبيون عند انقسام الدولة الأيوبية قد اغتنموا الفرصة؛ لإعادة سلطتهم فأكثروا من الجند، وجاهروا بطلب الفتح فسار إليهم العادل، وعسكر على جبل طابور أمامه، وكانوا قد استمدوا أوروبا على أمل أن تأتيهم الإمدادات وأملاك المسلمين منقسمة، وكلمتهم متفرقة فيسهل قهرهم، لكنها لم تصل إليهم إلا بعد أن اتحد المسلمون، وأصبحت بلادهم مملكة واحدة تحت سلطان واحد، هو السلطان الملك العادل سيف الدين، فحاربهم فعادوا على أعقابهم، وقد حبط مسعاهم فتعقبهم نحوا من شهر، فجاءه مخبر يخبره بحصول زلزلة عظيمة في مصر شعر بها أهل سوريا وقبرص وآسيا الصغرى حتى العراق وما بين النهرين، وهذه هي الزلزلة التي هدمت أسوار صور سنة 600ه، وكانت تهدد مصر زلزلة أخرى سياسية، وهي عمارة صليبية عظيمة احتلت سواحلها، واخترقتها حتى بلغت فوه على فرع رشيد، فاستولت عليها بعد أن نهبتها، وذبحت أهلها؛ فاضطرب العادل لهذين الخبرين فأسرع لملاقاة الأمر، فتخابر مع قواد الصليبيين، وعقدوا معاهدة تقضي بانسحابهم من مصر على أن يتنازل لهم بمقابلة ذلك عن يافا، ويسحب من كان في اللد والرملة من المسلمين.

فأجلي الصليبيون من مصر، لكنهم لم ينفكوا عن المحاربة في سوريا، وهم لم يقبلوا بتلك المعاهدة إلا ليشغلوا السلطان العادل في مصر، ويسيروا إلى فتح حماه، والاستيلاء على ما بطريقهم إليها. فاتصل ذلك بالسلطان العادل فبرح مصر في جيش للمدافعة عن حماه، فحصلت بينه وبينهم مواقع كثيرة، وبينما هم في ذلك جاء الخبر بقدوم المدد إلى الصليبيين، وهي الحملة العظيمة التي أرسلها البابا، وحطت رحالها عند عكا وغيرها، فهرع الملك العادل إلى نابلس؛ ليقيم فيها حصنا فطردوه منها فرجع إلى برج الصفر. فقطع الصليبيون المخابرات مع مصر حتى جاءوا على نهاية الحروب الصليبية في سوريا، فحولوا أعنتها إلى مصر. (4-3) حصار دمياط

فجاءوا إليها بحرا، وحاصروا دمياط في يوم الثلاثاء في 4 ربيع أول سنة 615ه، وهم نحو 70 ألف فارس و400 ألف راجل فخيموا تجاه دمياط في البر الغربي، وحفروا على معسكرهم خندقا، وأقاموا عليه سورا، وشرعوا في قتال برج دمياط؛ فإنه كان برجا منيعا في سلاسل من حديد غلاظ تمتد على النيل؛ لتمنع المراكب الواصلة في البحر المالح من الدخول إلى ديار مصر في النيل، وكان البر الذي نزل عليه الصليبيون جزيرة محاطة بالنيل من جهة وبالبحر المالح من الأخرى، يقال لها: جزيرة دمياط، وكان المسلمون في مدينة دمياط محاصرين حصارا منيعا من البحر والبر، والسلسلة ممتدة بين البرج والسور، فحاول الصليبيون امتلاك ذلك البرج؛ لأنهم إذا ملكوه تمكنوا من العبور في النيل إلى القاهرة، وكان هذا البرج مشحونا بالمقاتلين تأتي إليه المؤن من دمياط على جسر خشبي منصوب في عرض النيل، وبعد مدة انكسر ذلك الجسر فاغتنم الصليبيون تلك الفرصة، واصطنعوا برجا خشبيا نصبوه على مركبين موسوقين قيودا، وأنزلوا إليه أقوى رجالهم وأحسن عدتهم، وساروا في النيل لمهاجمة برج المسلمين. فلما رأى المسلمون ذلك تجمهروا من البرج والسور، وأخذوا برمي السهام والحراب والحجارة والمنجنيق على برج الصليبيين؛ فلعبت النار به فخاف الذين فيه، ثم انطفأت حالا، وتشدد الصليبيون حتى استولوا على برج المسلمين، وطمعوا بالاستيلاء على دمياط.

Bilinmeyen sayfa