Modern Mısır Tarihi: İslami Fetih'ten Bugüne ve Eski Mısır Tarihine Dair Notlar
تاريخ مصر الحديث: من الفتح الإسلامي إلى الآن مع فذلكة في تاريخ مصر القديم
Türler
فمما أخرجوه من خزانة الجوهر في أيام الشدة على عهد المستنصر بالله (سنة 487ه) صندوق فيه سبعة أمداد زمرد سألوا الصياغ عن قيمتها، فقالوا: إنما نعرف قيمة الشيء إذا كان مثله موجودا، واستخرجوا خريطة فيها ويبة جوهر، قال الصياغ: إنه لا قيمة له وأصل ثمنه 700000 دينار بيع يومئذ بعشرين ألف دينار، ووجدوا ما لا يحصى من أقداح البلور المنقوش والمجرود، وصحونا من الميناء منها ما يساوي مئات من الدنانير، وفي مكان آخر 18000 قطعة من بلور تتراوح أثمانها بين عشرة دنانير وألف دينار كل قطعة، وصوان من الذهب المجراة بالميناء وغير المجراة المنقوشة بأنواع النقوش، و17000 غلاف خيار مبطن بالحرير محلاة بالذهب، ونحو مائة كأس بادزهر وأشباهها، على أكثرها اسم هارون الرشيد.
غير ما وجدوه هناك من الصناديق المملوءة بالسكاكين المذهبة والمفضضة وأنصابها من الجواهر المختلفة، وصناديق مملوءة دوى (جمع دواة) على اختلاف الأشكال من الذهب والفضة والصندل والعود والأبنوس والعاج محلاة بالجواهر، مما يساوي ألف دينار إلى بضعة آلاف كل دواة، وعدة أزيار مملوءة كافورا، وعدة جماجم عنبر، ونوافج المسك التيبتي، وشجر العود، وغيره.
ومما خلفته رشيدة بنت المعز وحفظ هناك ما قيمته 1700000 دينار من جملتها 12000 من الثياب المصمت ألوانا، و100 قاطرميز مملوءة كافورا قيصوريا، ومعممات بجواهر من أيام المعز، وبيت هارون الرشيد الخز الأسود الذي مات فيه بطوس، ومثل ذلك مما تركته عبدة بنت المعز أيضا ويطول شرحه، وخزانة مملوءة بأنواع الصيني تساوي القطعة منها ألف دينار، وحصير من الذهب وزنه عشرة أرطال يظن أنه الحصير الذي حملت عليه بوران بنت الحسن بن سهل لما زفت إلى المأمون، وصوان من الذهب كان ملك الروم أهداها إلى العزيز بالله.
ووجدوا أنواعا من الشطرنج والنرد مصنوعة من الجوهر والذهب والفضة أو العاج أو الأبنوس، وعدد كبير من الزهريات ونحوها، ومن تماثيل العنبر 22000 قطعة أقل تمثال منها وزنه 12 منا، ومن تماثيل الخليفة ما لا يحد، والكلوثة المرصعة بالجوهر قيمتها 130000 دينار فيها من الجوهر 17 رطلا، وطاووس من ذهب مرصع بنفيس الجوهر عيناه من ياقوت أحمر وريشه من الزجاج المينا المجري بالذهب على ألوان ريش الطاووس، وغزال مرصع بنفيس الدر والجوهر بطنه أبيض قد نظم من در رائق، ومائدة من الجزع يقعد عليها جماعة قوائمها ممخروطة، ونخلة ذهب مكللة بالجوهر، وبديع الدر في أجانة من ذهب تجمع الطلع والبلح والرطب بشكله ولونه وعلى صفته وهيأته من الجواهر لا قيمة لها، وكوز زير بلور مرصع يحمل عشرة أرطال، ومزيرة مكللة بحب لؤلؤ نفيس، وقس على ذلك عشرات من أمثاله. (12-3) الفرش والأثاث عند الفاطميين
ووجدوا في خزائن الفرش من أصناف الأثاث والرياش ما يعد بالألوف. من ذلك 100000 قطعة خسرواني أكثرها مذهب، ومراتب خسرواني وقلموني ثمن الواحدة 3500 دينار وجلة معمولة للفيلة من الخسرواني الأحمر المذهب، و3000 قطعة خسرواني أحمر مطرز بأبيض من هدبها لم يفصل من كساء البيوت كاملة بجميع آلاتها ومقاطعها، وكل بيت يشتمل على مسانده ومخاده ومساوره ومراتبه وبسطه ومقاطعه وستوره وكل ما يحتاج إليه، ومثل ذلك من المخمل والديباج والخز وسائر أنواع الحرير، وعليها أشكال الصور من كل شيء، ونحو ألف من الستور الحرير المنسوجة بالذهب على اختلاف ألوانها وأطوالها فيها صور الدول وملوكها ومشاهيرها، وعلى صورة كل واحد اسمه ومدة أيامه وشرح حاله.
و4000 رزمة خسرواني مذهب في كل رزمة فرش مجلس ببسطه وتعاليقه وسائر آلاته منسوجة في خيط واحد، ومن جملتها مقطع من الحرير الأزرق التستري غريب الصنعة منسوج بالذهب وسائر ألوان الحرير؛ كان المعز لدين الله أمر بعمله، وفيه صورة أقاليم الأرض وجبالها وبحارها ومدنها وأنهارها ومساكنها شبه الخارطة الجغرافية، وفيه صورة مكة والمدينة، ومكتوب على كل مدينة وجبل وبلد ونهر وبحر وطريق اسمه بالذهب والفضة أو الحرير، وقد كتب في آخره: «مما أمر بعمله المعز لدين الله شوقا إلى حرم الله، وإشهارا لمعالم رسول الله في سنة 353ه.»
فاعتبر ما تدل عليه هذه الآثار من رقي المدنية والحضارة، وكم تكون قيمتها لو وجدت الآن، وكم يدفع المتمولون من المال في الحصول عليها.
وقس عليه ما كان في سائر الخزائن من التحف؛ ففي خزانة السلاح سيف الحسين بن علي، ودرقة حمزة بن عبد المطلب، وسيف جعفر الصادق، ومئات الألوف من الدروع والسيوف والقسي والرماح وغيرها، وفي خزانة السروج ألوف من السروج الثمينة، ومنها ما يساوي ألف دينار إلى سبعة آلاف دينار، وفي خزانة الخيم أنواع الفساطيط والمضارب والمسطحات والحصون والقصور والشراعات والمشارع العمومية من الديبقي والمخمل والخسرواني والديباج المكي والأرمني والبهنساوي والكردواني وغير ذلك، على اختلاف الألوان والنقوش من المقيل والمسبع والمخيل والمطوس والمطير وغيرها من أشكال السباع والطيور والآدميين مما ينصب على أعمدة ملبسة بالفضة، ومن هذه الفساطيط ما يبلغ طوله 65 ذراعا كبيرا يحمله مع ملحقاته مائة جمل، وفي خزانة البنود كثير من الرايات والأعلام الساذجة والمطرزة وغيرها.
ومن أدلة الترف والإسراف في هذه الدولة: أن السيدة الشريفة ست الملك أخت الحاكم بأمر الله أهدت أخاها هذا هدايا من جملتها ثلاثون فرسا بمراكبها ذهب، منها مركب واحد مرصع ومركب من حجر البلور، وتاج مرصع بنفيس الجوهر، وبستان من الفضة مزروع من أنواع الشجر.
وقد يتبادر إلى الذهن أن ما تقدم ذكره لا يخلو من مبالغة أو هو من قبيل الأحاديث الخرافية، ولكن مصر اشتهرت في الأعصر الإسلامية الوسطى بالثروة مثل شهرة بغداد في إبان حضارتها، واشتهر المصريون بالترف والغنى حين كان الناس يشكون الضيق، ولذلك قالوا: «من دخل مصر ولم يستغن فلا أغناه الله.» وقد تواتر ذكر هذه التحف وأمثالها في كتب الثقات، وبعضهم شهد الأمر بنفسه ورأى هذه التحف رأي العين، ومنهم ابن الأثير المؤرخ الشهير فقد ذكر في حوادث سنة 567ه التي أقام فيها السلطان صلاح الدين الخطبة بمصر للدولة العباسية، واستولى على ما كان باقيا في قصور الخلافة من التحف والجواهر بعد ما أصابها من النهب في فتنة المستنصر وغيره، قال: «وحمل الجميع إلى صلاح الدين، وكان من كثرته يخرج عن الإحصاء، وفيه من الأعلاق النفيسة والأشياء الغريبة ما تخلو الدنيا من مثله، ومن الجواهر التي لم توجد عند غيرهم؛ فمنه الحبل الياقوت وزنه سبعة عشر درهما أو 17 مثقالا أنا لا أشك فيه لأني رأيته ووزنته، واللؤلؤ الذي لم يوجد مثله، ومنه النصاب الزمرد الذي طوله أربع أصابع في عرض عقد كبير.»
Bilinmeyen sayfa