Modern Mısır Tarihi: İslami Fetih'ten Bugüne ve Eski Mısır Tarihine Dair Notlar
تاريخ مصر الحديث: من الفتح الإسلامي إلى الآن مع فذلكة في تاريخ مصر القديم
Türler
وفي يوم موته أقيم عمه شيبان مكانه إلا أنه لم يهنأ بالحكم؛ لأن الناس رفضوه بصوت واحد، وخابروا محمد بن سليمان أن يعطيهم الأمان فأمنهم، ثم حرضوه على المسير إلى مصر فسار حتى نزل الباسة فلقيه طغج في أناس من القواد كثيرين فساروا به إلى الفسطاط، وأقبل إليهم عامة أصحاب شيبان.
ولما رأى شيبان إصرارهم على ذلك، ولم يبق لديه أحد ممن يعتمد عليهم، وافقهم على التسليم، فاستلم محمد بن سليمان زمام الأمور فأعطاهم الأمان فبايعوه. أما شيبان فلم يكن يأمن من سكناه في مدينة أقام فيها مغتصبها منه ففر من المعسكر ليلا، فبعث محمد بن سليمان من يقبض عليه فلم يظفر به، وقال آخرون: إنه لم يفر، ولكنه قتل جزاء قتله هارون بعد عشرة أيام من قتله، وهكذا انتهت الدولة الطولونية بعد أن حكمت 37 سنة وبضعة أشهر.
ويوم الخميس أول ربيع أول من تلك السنة ألقى محمد بن سليمان النار في القطائع، ونهب أصحابه الفسطاط، وكسروا السجون وأخرجوا من فيها، وهجموا على الدور، واستباحوا وهتكوا وفعلوا كل قبيح من إخراج الناس من دورهم وغير ذلك، وأخرجوا ولد أحمد بن طولون وهم عشرون إنسانا، وأخرجوا قوادهم، ولم يبق في مصر منهم أحد يذكر، وخلت منهم الديار، وعفت منهم الآثار، وتعطلت منهم المنازل، وحل بهم الذل بعد العز، والتطريد والتشريد بعد اجتماع الشمل ونضرة الملك ومساعدة الأيام. ثم سيق أصحاب شيبان إلى محمد بن سليمان وهو راكب فذبحوا بين يديه كما تذبح الشياه، وقتل من السودان سكان القطائع خلق كثير، وهكذا بادت دولة بني طولون فرثتهم الشعراء والكتباء .
وقد وقفنا على قصائد لكثير من الشعراء المعاصرين للدولة المذكورة؛ يرثونها بها، ويبالغون في الأسف عليها منهم أحمد بن محمد الحبيشي، وأحمد بن يعقوب، وإسماعيل بن أبي هاشم، وسعيد بن القاضي، وأحمد بن إسحاق الجفر، ومحمد بن طسويه ... وغيرهم. فمما قاله سعيد بن القاضي من قصيدة طويلة قد مر بعضها قوله:
جرى دمعه ما بين سحر إلى نحر
ولم يجر حتى أسلمته يد الصبر
وهل يستطيع الصبر من كان ذا أسى
يبيت على جمر ويضحي على جمر
تتابع أحداث يضيعن صبره
وغدر من الأيام والدهر ذو غدر
Bilinmeyen sayfa