وقد ولد هاكسلي في 4 مايو 1825 في أيلنج، واعتمد على نفسه في التعلم وتوفي في 29 يونيو 1895 بعد أن أخرج الكثير من المقالات والبحوث في علم وظائف الأعضاء، مبينا أنه ليس هناك تدرج من الأسفل إلى الأعلى، بل إن هناك تطورا تاما أو ناقصا لكل نوع، ومما ساعده على دراساته التحاقه بخدمة البحرية في منصب الجراح، وفي سفينة للمساحة، ثم اشتغاله بتدريس العلوم الچيولوچية والطبيعية والعضوية والمورفولوچيا؛ أي علم هيئة الأجسام الحية وتركيبها.
وعند «لوك» أن الدنيا نتيجة عمل إنشائي، ذلك أن المادة محدودة ومخلوقة وهي - إلى هذا - عاجزة عن الحركة المنتجة ولو قيل إنها خالدة.
وعند «هيوم» في كتابه «محادثة عن التاريخ الطبيعي»، وعند العلماء الإنجليز في القرن الثامن عشر أن الدنيا تشبه تكوين الحيوان أو النبات. وعلى هذا فإنها قد وجدت بالتوليد لا بالخلق.
وقد عالج هذا الموضوع علماء فرنسا وألمانيا ك: شوبنهاور، وكانت الذي تحدثنا عنه قبلا، ثم شيلينج، وبوفون، وهارفي، وكومت، وهكسلي، وسانلي.
التحولات الفجائية ومراحل ما قبل التاريخ
وعند «لوتسي» الهولندي، أستاذ علم التناسل في كلية العلوم في جامعة فؤاد الأول المصرية سنة 1931، أن التحولات الفجائية هي نتيجة التنغيل فتظهر الصفات الكامنة.
هذا وقد قام الدكتور مورجون الأمريكي وزملاؤه وتلاميذه، الذين اشتهر بينهم «مولار» الأستاذ في جامعة تكساس الأمريكية بإنشاء المعامل والمستنبتات لتربية ذباب الفاكهة الكثير البيض، مستحدثين تحولات فجائية في هذا الذباب بتوجيه الأشعة السينية - إكس - إلى الخلايا التناسلية في دور خاص من أدوار انقسامها، فكثر عدد التحولات الفجائية.
لئن كانت «تينيسي» إحدى ولايات جمهورية الولايات المتحدة قد حرمت تدريس نظرية التطور الداروينية، وجاءت المحكمة العليا الأمريكية فقضت ببطلان هذا القرار، وأن هناك ما يعزز هذه النظرية التي نادى بها داروين وباشوفن ومورجان على صورة علمية، فعند «چورچون» أن ما قبل التاريخ أقسام ثلاثة: أولها عصر الهمجية. وثانيها البربرية. وثالثها المدنية. وأن لكل عصر مراحل ثلاثا: (1) المرحلة السفلى. و(2) الوسطى. و(3) العليا، وأن ارتقاء الإنسان في إنتاج وسائل التغذية والتحكم في وسائط الحياة، هو ما يميز الإنسان عن سائر الكائنات الحية.
ففي عصر الهمجية، وهو الأول، كانت المرحلة الأولى للحياة الإنسانية هي مرحلة الطفولة؛ إذ كان الإنسان لا يزال يعيش حيثما ظهر. أعني في الغابات الحارة وشبهها، معتصما بالأشجار خشية الضواري ولحاجته إلى اتخاذ فاكهتها وبندقها وجذورها طعاما له. وبدأ يخرج أصواتا هي أصول الكلمات الناطقة ومبادئ اللغة.
وفي المرحلة الثانية؛ أي الوسطى، آثر الإنسان أن يمشي على الأرض وعلى الشواطئ، فعرف السمك وعرف النار التي يشوي عليها السمك، ووسعه أن يسير مع مجاري الأنهار منتقلا من مكان إلى آخر، مستخدما النار إلى شواء السمك، في طهي الجذور والخبز في التراب الساخن أو أفران الأرض متخذا من الحجارة أدوات غير مهذبة، وهي أدوات العصر الحجري الأول «البالايوليتيك»، ومبتدعا السلاحين الأولين: الحربة والنبوت، وبهما عرف القنص والصيد وتذوقه.
Bilinmeyen sayfa